عادت قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول الى الضوء مجدداً بعد صدور أحكام في السعودية بإعدام خمسة أشخاص وسجن ثلاثة لفترات تبلغ في مجملها 24 عاماً. ورغم أن النيابة العامة السعودية لم تعلن أسماء من صدرت بحقهم أحكام يوم الاثنين، إلا أن مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء كانت قد حددت في تقرير صادر في يونيو هويات 11 شخصا يخضعون للمحاكمة. ونشرت وكالة "رويترز" نبذة عن بعض هؤلاء الذين تم إيقافهم أو استجوابهم أو إقالتهم في السعودية، معتمدة على تقارير نشرتها وسائل إعلام علاوة على معلومات من مسؤولين ومصادر سعودية. وتوقعت الوكالة ان تكون أحكام الإعدام قد صدرت بـ: ماهر عبد العزيز مطرب نقلت الوكالة عن مسؤول سعودي كبير، قوله إن العقيد ماهر مطرب، مساعدا مختصا بأمن المعلومات لسعود القحطاني الذي كان الذراع اليمنى لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كما كان المفاوض الرئيسي داخل القنصلية، ووفق تصريح المسؤول السعودي فإن الاختيار وقع على مطرب من أجل عملية اسطنبول لأنه كان يعرف خاشقجي بالفعل إذ عملا معا بالسفارة السعودية في لندن وبوسعه إقناع الصحفي بالعودة إلى المملكة. وبحسب تقرير الأمم المتحدة فإن مطرب متورط في التخطيط للعملية قبل أيام من تنفيذها. صلاح محمد الطبيقي هو خبير في الطب الشرعي بقسم الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية السعودية، وذلك بحسب سيرة الذاتية على موقع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وكان دوره إزالة الأدلة مثل البصمات أو ما يدل على استخدام القوة في القنصلية. وجاء في تقرير الأمم المتحدة أن الطبيقي لم يكن عضوا أساسيا في الفريق لكن تم إشراكه خصيصا للتخلص من الجثة. وبحسب التقرير الاممي فإن أحكاماً بالإعدام قد تصدر أيضا بحق كل من فهد شبيب البلوي ووليد عبد الله الشهري، وكلاهما من أفراد الحرس الملكي السعودي، وتركي مشرف الشهري وهو ضابط مخابرات. وعن الأشخاص الذين خضعوا للمحاكمة يبرز اسم أحمد محمد عسيري النائب السابق لرئيس الاستخبارات العامة، أحد الذين أقالهم العاهل السعودي الملك سلمان. وقال النائب العام إنه هو من أمر بعملية إعادة خاشقجي للمملكة ولكن لم يأمر بقتله. من جهته، قال وكيل النيابة العامة السعودية يوم الاثنين إنه تم الإفراج عن عسيري لعدم كفاية الأدلة. مصطفى محمد المدني قال مسؤول السعودي لـ"رويترز" إن المدني قاد الجهود المخابراتية بالفريق المؤلف من 15 شخصا في إسطنبول، وهو الذي ارتدى ملابس خاشقجي ووضع نظارته وساعة أبل كانت على معصمه وغادر من باب القنصلية الخلفي في محاولة لإظهار أن خاشقجي غادر المبنى. وذكر تقرير الأمم المتحدة أن وجود المدني كشبيه لخاشقجي ووضع لحية مستعارة له يشيران إلى أن القتل كان مدبرا. ومثل للمحاكمة أيضا محمد سعد الزهراني وسيف سعد القحطاني اللذان قال التقرير إنهما كانا في القنصلية وقت وقوع الجريمة ومنصور عثمان أبا حسين الذي كان في مقر سكن القنصل العام ومفلح شايع المصلح وهو أحد موظفي القنصلية. هناك بعض الأسماء لم تمثل للمحاكمة ومنهم: سعود القحطاني أقيل سعود القحطاني، الذي يعتبر الذراع اليمنى للأمير محمد، من منصب مستشار بالديوان الملكي، وهو أكبر شخصية ضالعة في الواقعة، واستجوبت النيابة العامة القحطاني لكن لم توجه إليه اتهامات، بحسب "رويترز". حاول القحطاني اقناع خاشقجي بالعودة الى المملكة بعدما انتقل إلى واشنطن قبل عام خشية التعرض لأعمال انتقامية بسبب آرائه. وقال المسؤول السعودي إن القحطاني خول مطرب بتنفيذ تفاوض على عودة خاشقجي إلى المملكة. محمد العتيبي شغل منصب القنصل السعودي العام في اسطنبول عندما قُتل خاشقجي. ونشر تقرير مقررة الأمم المتحدة محادثات مسجلة بين العتيبي ومسؤولين سعوديين آخرين قبل أيام من قتل خاشقجي حيث ناقش خلالها "مهمة سرية للغاية". وغادر العتيبي اسطنبول ولم ترد عنه أخبار منذ ذلك الحين. وقال وكيل النيابة العامة السعودية يوم الاثنين إنه تم الإفراج عن العتيبي بعد التحقيق معه.
مشاركة :