حملت التسريبات حول إمكانية عودة شركة أبل إلى فكرة صناعة سيارة ذكية كانت قد صرفت النظر عنها لأسباب مختلفة، في طياتها الكثير من الجدل، لاسيما وأن عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية لا يبدو مستعدا لهذه المغامرة، في ظل وجود منافسين لا يدخرون جهدا حتى يكونوا في الصدارة. كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - سيطرت النقاشات على قطاع السيارات طيلة الأيام القليلة الماضية حول سعي شركة أبل الأميركية للحصول على شريك لتطوير سيارتها الذكية، في الوقت الذي تتزايد فيه المنافسة لإنتاج مركبات صديقة للبيئة. وظهرت التكهنات بشأن مشروع أبل السري لتصميم سيارتها الخاصة مرة أخرى في ديسمبر الماضي، بعد توقف دام عدة سنوات، فيما ورد ذكر شركة هيونداي موتور المالكة لشركة كيا الأسبوع الماضي كشريك محتمل. وفي الوقت الذي أشارت فيه وسائل إعلام أميركية إلى أن كيا تجري محادثات مع شركاء محتملين بشأن خطة لتجميع سيارة من تصميم أبل، ذكرت مصادر في القطاع بصورة منفصلة أن شركة التكنولوجيا الأميركية تجري بالفعل مناقشات مع ست شركات لصناعة السيارات على الأقل. وقالت هيونداي الاثنين الماضي، إنها تلقت طلبات للتعاون في مجال السيارات الكهربائية ذاتية القيادة من شركات مختلفة، لكنها نفت، وعلامة كيا التابعة لها، أنهما تجريان محادثات مع أبل، لإنتاج سيارة باسم “أبل كار” بحلول 2024. ويبقى التساؤل الأبرز يتمحور حول مدى جدية شركة أبل في التعامل مع شركة تسلا وغيرها من شركات تصنيع السيارات الكهربائية، مع وجود منافسين آخرين في قطاع التكنولوجيا كعملاق التجارة الإلكترونية أمازون، الذي يريد تبني أنظمة القيادة الذاتية، وما إذا كانت قررت أنها ستحتاج إلى مصنع كبير بالفعل حتى تتمكن من طرح منتجها الخاص. وتسود شكوك في قدرة شركة التكنولوجيا الأميركية على إثبات تواجدها في قطاع السيارات، فقد فشلت مفاوضات سابقة لأبل مع شركات عملاقة حول العالم، بما في ذلك بي.أم.دبليو ومرسيدس، لتطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل. وكان سبب الخلافات عميقا، حيث رفضت العلامتان الفاخرتان الألمانيتان في أواخر 2017 السماح لأبل بالتحكم في تصميم السيارة والبيانات التي تنتجها. وجاء ذلك بينما ظهرت تسريبات عن أن أبل تدير مختبرا سريا لبحوث وتطوير السيارات في برلين. كما توقفت مفاوضات أبل مع شركات نيسان اليابانية وبي.واي.دي أوتو الصينية وماكلارين البريطانية، لأن شركات تصنيع السيارات تلك كانت مترددة في التخلي عن السيطرة على التجارب والبيانات لشركة التكنولوجيا الأميركية. شركة أبل الأميركية تتفاوض مع ست شركات لإنتاج سيارة كهربائية تحمل اسم "أبل كار" بحلول 2024 ولكن سيطرة أبل على شركة درايف الأميركية الناشئة المتخصصة في أنظمة القيادة الذاتية في شهر يوليو 2019، أعاد زخم النقاشات حول إمكانية عودة عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية إلى فكرة صناعة سيارة ذكية. ومنذ ذلك الحين لم تخرج إلى العلن أي معلومات تشير إلى أن أبل، تنوي صناعة سيارة ذكية خاصة بها، بدليل أنها أعلنت في السابق أنها لن تمضي في خطط من هذا النوع حتى يتسنى لها ذلك، مع اتضاح الرؤية في السوق المليئة بالمنافسين. وصرفت الشركة الأميركية، أحد أبرز كيانات وادي السيليكون، النظر نهائيا في فبراير 2018 عن مشروع “تيتان”، الذي كانت تهدف من خلاله إلى تطوير سيارة كهربائية ذاتية القيادة لم يسبقها إليها أحد. ومع أن تيم كوك الرئيس التنفيذي لأبل لم يعلن عن أي تفاصيل حول أسباب اتخاذ الخطوة في ذلك الوقت، حيث إنها من النادر أن تُقدم على كسر السرّية المحيطة بابتكاراتها مهما كان نوعها، إلا أن مراقبين يرون أنها تسعى إلى ذلك على ما يبدو. وينفّذ فريق تطوير نظام القيادة الذاتية بأبل حاليا تجاربه على موديلات تابعة لطرز تنتجها شركات مثل فولكسفاغن الألمانية ولكزس اليابانية، قبل طرحها رسميا للبيع في الأسواق العالمية في الوقت المقرر لذلك. ومنذ إعلان أبل عن مشروعها الواعد قبل ثماني سنوات استحوذ مشروع “تيتان” على أغلب اهتمام فريق مصممي الشركة رغم المعاناة والمشكلات المتكررة، التي أدت إلى تقلص زخم السيارات ذاتية القيادة. وتعكف العديد من الشركات التقنية حاليا على مشاريع لسيارات ذاتية القيادة منها غوغل، كما أن شركات لصناعة السيارات دخلت على الخط، ومن المحتمل أن تطرح سيارات ذاتية القيادية بشكل قياسي في غضون سنوات. وتعمل الكثير من الدول على تطوير التكنولوجيا الخاصة بالأجهزة التي تعمل ذاتيا، وتأمل الحكومات في أن تعمل السيارات ذاتية القيادة على تشجيع السكان على تقليل أعداد المركبات أو استخدام وسائل النقل العام. ولا تكتفي أبل بغزو عالم السيارات من هذا الباب، بل لديها قائمة بأسماء المصنعين الذين يدعمون تقنية الشحن اللاسلكي لهواتفها آيفون. وتضم تلك اللائحة شركات أودي وبي.أم.دبليو وكرايسلر وفورد وهوندا ومرسيدس وبيجو سيتروان وتويوتا وفولكسفاغن وفولفو، بالإضافة إلى العديد من الشركات والموديلات الأميركية الأخرى.
مشاركة :