أكاديمية الفنون - عبد العزيز الصقعبي

  • 5/23/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حين نتحدث عن الفن وتحديداً عن المسرح وحين نبرر إخفاقات الفرق المسرحية المشاركة في المهرجانات العربية، نحمل ذلك على عدم وجود أكاديمية للفنون وبالذات المسرح، فجميع المنتمين لأبي الفنون هواة، وهنالك فرق كبير بين الهاوي الذي يجتهد بتقديم ما لديه، وفق ثقافته وتجربته، والمتعلم المحترف الذي درس الفن واكتسب الخبرة في الممارسة، لنتفق مع من يجعل السبب هو قلة المعرفة، لذا تكون كثير من الاجتهادات عشوائية، من جانب آخر وفي المؤسسات الثقافية يستغل جهل المهتمين بالثقافة وبالذات المسرح أناس يأتون ليتعلموا من خلال ممارستهم تعليمنا على الرغم من أن بعضهم اكتسب خبرته بالممارسة دون التعلم، أنا لا أدري لماذا مشروع إقامة أكاديمية للفنون تزعج كثيراً من الناس، ولماذا الجامعات لا تفكر بافتتاح على الأقل قسما للمسرح، نجد من يقول إنه كانت هنالك تجربة لجامعة الملك سعود بفتح قسم للمسرح، وجميع الخريجين لم يجدوا وظائف بعد التخرج، ولم يُعترف بالمؤهل من قبل بعض المؤسسات، لنتفق بأن ذلك به جانب من الصحة ولكن ليس في هذا العصر، حين تكون الدراسة وسيلة للوصول إلى وظيفة، والوظائف محددة، وأيضاً كان ذلك في زمن عدد الجامعات به محدود، وجميعها حكومية، الأمر الآن تغير كثيراً، ويجب أن تتغير الرؤية، أولاً: يفضل أن يكون التعليم الخاص بالفنون من قبل إحدى الجامعات أو الكليات الأهلية، بمعنى أن يكون هنالك رسوم للدراسة فيها، قد تتحمل تلك الرسوم الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام أو وزارة التعليم لو فكرت بتعيين مشرفين مسرحيين في المدارس من خلال الابتعاث الداخلي، ثانياً: تلك الأكاديميات تقدم شهادة البكالوريوس والدبلوم إضافة إلى دورات قصيرة لمن يرغب مثلا أن يتعلم فن كتابة السيناريو، أو الديكور، أو السينوغرافيا، بالمقابل تلزم هذه الأكاديميات بجلب كادر أكاديمي يقدم المعلومة الصحيحة، من يعلق الجرس، ومن تكون منه المبادرة، أعتقد أن أي جامعة أو جهة تقرر ذلك لن تخسر مطلقاً، وبالعودة إلى نشاط الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ومدى ماتدفعه -وإن قل في السنوات الأخيرة- على دورات لإعداد الممثل، أو الإخراج، أو صناعة الأفلام، في كل أرجاء المملكة، مبالغ ليست قليلة، ولكن للأسف مخرجات تلك الدورات غير جيدة، ونعرف أنه يوجد عدد ليس بالقليل من الدارسين في بعض المعاهد والأكاديميات المسرحية في الكويت ومصر، أغلب هؤلاء استفادوا من دراستهم ووجدوا فرصاً في المسرح والدراما التلفزيونية، لتكن خطوة جادة وجريئة لتبني مشروع هذه الأكاديمية، وإذا لم تبادر إحدى الجامعات الأهلية، لتكن المبادرة من وزارة الثقافة والإعلام، أو من المجموعات الإعلامية التي تبث عدداً من القنوات التلفزيونية، وترصد للإنتاج الدرامي مبالغ طائلة مثل (أم بي سي) و(روتانا)، أو هيئة الإذاعة والتلفزيون، لو أرادت أن تهيئ لها كوادر فنية متعلمة ومتميزة، أعتقد أنه في المستقبل وبعد أن تكون الأكايمية أو المعهد الخاص بالفنون قد مارس عمله وتخرج منه عدد مارس في حقول الفن المختلفة وتحديداً المسرح، سيكون هنالك أعمال جيدة ومتميزة، تلك الأعمال المسرحية ستحقق بكل تأكيد نتائج جيدة في المهرجانات والمسابقات المسرحية، لأن ما ستقدمه وقتها مبني على علم وليس على اجتهاد وارتجال، وبالطبع سينعكس ذلك على صورة المملكة في المجال الثقافي والفني، فمتى سيتحقق ذلك؟.

مشاركة :