جرجس إبراهيم يكتب: في العام الجديد «آتحبني؟» نموذج العطاء

  • 12/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعد العطاء إحدى الركائز الأساسية في الديانة المسيحية المستمدة من تعاليم السيد المسيح مغبوط هو العطاء"، فالأصل في دعوة المسيح هو خدمة الفقير، والبائس، والعريان، والمسكين، فمنذ سيامة الأنبا أرميا أسقف عام، أدرك المهمة العظيمة التي أوكلت إليه، والتي جاء من أجلها، وحدد موضوعها بتأسيس خدمة "آتحبني؟"، والتي تغطي آلاف الأسر في العشوائيات والمناطق الريفية، والتي تهدف إلى مساندة المحتاجين في أنحاء البلاد منذ عام 2005.و تحولت خدمة "آتحبني؟" من مجرد خدمة نقية وبريئة في دوافعها إلى روح الأخوة، والشراكة الحقيقة بين الخادم والمخدوم، في نموذج إنساني فريد من نوعه، من الصعب تكرارها مرة أخرى، فعندما عكف الأنبا أرميا على تأسيس خدمة "آتحبني؟"، في مستهل عمله كأسقف عام، أدرك جيدًا أن العطاء في المسيحية ينقسم إلى شقين، هما: العطاء للاحتياجات الجسدية كإطعام جائع، وكساء عريان ....إلخ، والشق الثاني وهو عطاء للخدمة الروحية كخدمة التعليم الديني، والافتقاد ...إلخ.فوضع نموذج فريد لـ"آتحبني؟"، يجمع ويشمل العطاء ككل بالمفهوم والفكر المسيحي الجامع الشامل الوافي، واستطاع الأنبا أرميا عندما أسس "آتحبني؟"، بما يملكه من روح المحبة والفكر العميق والخبرات الكبيرة، في أن يضع فكر مختلف للخدمة بطرق إدارية مبتكرة، فصبحت الخدمة تصل إلى مستحقيها بطرق لا تنقص كرامة المخدوم، ونفذت هذه الخدمة العظيمة آية "كل من سألك أعطه"، وفعلًا أعطت كل السائلين، وقدمت نظامًا موحدًا يضمن تقديم كافة أنواع العطايا والمعونات.فالبرغم من وصل الأنبا أرميا إلى أعلى الدرجات، ولكنه مازال يعيش كراهب يبذل نفسه إلى أقصى حد، دون أي مقابل، وأصبحت خدمته امتداد لـ "شعلة الرسل" تتجلى فيها أسمى آيات العطاء، وستظل الكنيسة المصرية زاخرة بالتعاليم، والعمل، والخدمة الحية، وستظل خدمة "آتحبني؟"، نموذجًا ناطق بالمحبة والتفاني، بل آية معزية لكل من عايشها وشاهدها، وخدمة من عمل بها.

مشاركة :