منذ اعتلاء البابا تواضروس الثاني، الكرسى المرقسى وهو يراي، أن المسؤولية الاجتماعية نابعة من الإيمان الحقيقي وهي جزء أصيل للكنيسة، وأحد أعمدتها الرئيسية، فهو يقود الكنيسة، ويدرك جيدا حجم وثقل مسئوليتها الروحية والإنسانية والاجتماعية.وجاءت أزمة انتشار جائحة كورونا لتحول تعليم وعظات بابا الكنيسة عن المسؤولية الاجتماعية إلي واقع نعيشه، فمنذ اللحظة الأولي للوباء وكانت قرارات البابا تواضروس سريعة حازمة، فكان لديه خطة واضحة للسير في اتجاه المحافظة علي رعيتهوأعلم علم اليقين، أن قرار البابا تواضروس بتعطيل الصلوات وإغلاق الكنائس كان قرارا صعبا علي رجل نذر نفسه للصلاة، لكنه إتخاذ القرار الشجاع المؤلم، فهو يملك من الحنكة والخبرة والشجاعة أن يتخذ قرار مؤلم كقرار غلق الكنائس لتفهّمِه عمقِ الأزمة فكان الاختيار معقد، ولكنه خرج منتصرا، فبعد أسابيع معدودة علي أصابع اليد الواحدة، اكتشف الجميع صحة قرار البابا بعد إصابة بعض الأباء الكهنة بالفيروس اللعين.فلو كان أصيب أحد الأقباط بالفيروس بعد الإعلان عن إصابة الأباء بالفيروس كان سيخرج علينا جنرالات المقاهي وأسطين الفيس بوك يكيلون الاتهامات للكنيسة متمثلة في شخص البابا تواضروس، ولكن الرؤية الحكيمة بعيدة المدى للبابا فهو ذو إطلاع واسع ودؤوب، ويعرف كيف يدير الوقت بفاعلية.وأتتبع منذ فترة الدور الإجتماعي للبابا تواضروس، والذى يعد تاريخا طويلا، حيث بالفحص والدرس لهذا الدور والتجربة كنت أسمع عن البابا تواضروس أشياء لم أكن لأسمعها إلا في الروايات والقصص المسيحية فقط.والبابا تواضرس مازال يعيش كراهب، لم تغيره مظاهر، ولم يتبدل قلبه النقي، وهو يعي أن الرهبان والراهبات في الكنيسة عطيّة ثمينة من الله، فقام بتوجه مشاغل الأديرة والكنائس بإنتاج لوازم الوقاية من فيروس كورونا.وجاء القرار الوطني بالتبرع لصندوق تحيا مصر، وكان يهدف البابا تواضروس بهذا التبرع أن تؤدي الكنيسة واجبها الوطني، وأن تترك للمواطن المسيحي الحرية الكاملة في القيام بأعبائه الوطنية.كما جاءت زيارة قداسته لمقر أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية، واجتماعه مع الأنبا يوليوس المسؤول عن الأسقفية، لمتابعة تدابير وخطة عمل الأسقفية، وخاصة البرامج الصحية وبرامج الإغاثة.فالبابا تواضروس يدرك جيدا أن الخدمة الإجتماعية في المسيحية هي خدمة إلهية في دوافعها، وطبيعتها، لأن قلب البابا سكنت فيه كلمة الله.
مشاركة :