آهٍ يا أبا عبد المحسن... كم كنت طيب القلب وعفيف اللسان... التسامح كان شيمتك... التقيت بك عندما زرناك في شهر رمضان المبارك السابق، ولدى خروجنا، همست في اذني بكلام لا يزال عالقا في ذهني، حتى سألني اخي عدنان ونحن عائدون: ماذا قال لك العم جاسم الخرافي؟ فقلت له: آسف. وكرّرها ثانيةً وثالثةً فرددت عليه بالمثل، وبعدها قلت: هذا انسان غير عادي، صدره واسع، وهو صاحب قلب كبير. فرغم الآلام التي كان يعاني منها والظلم الذي وقع عليه، فهو يعلم علم اليقين انني احد ابنائه المخلصين، إذ كنا نجلس عنده بالساعات في الغرفة المستديرة داخل منزله بحكم عملي السابق. اقول آهٍ يا ابا عبد المحسن. كان انساناً بسيطاً جداً ومتواضعاً للغاية. ورغم المكانة الكبيرة والثراء الواسع والجاه والمكانة الاجتماعية التي كان يتمتع بها، لم يتأخر يوماً في الاتصال بي للاطمئنان عليّ وتكليفي بأي عمل. فقد كان رحمه الله يثق بي ويقدرني ويحترمني مع فارق السن والمكانة. كان كبيراً بأخلاقه وسعة صدره. كبيراً بعفويته وسماحته. كبيراً بحب تراب وطنه الكويت الذي عاش مضحّياً في سبيله ومات مظلوماً وليس ظالما لأجله... لم يُرِد الا الاصلاح ما استطاع وما كان توفيقه الا بالله. لن تمت يا عم جاسم في ذاكرتنا وستظل في وجداننا وقلوبنا... وعزاؤنا في ابنائك من بعدك دون استثناء وفي ابناء اسرتك الكريمة كافة وخاصة ابناء اختك الكرام وكذلك ابناء اخيك ناصر رحمة الله عليه. والله اني لحزين لفراقك يا ابا عبد المحسن... مكلوم لرحيلك... لكن لن نقول الا ما يرضي ربنا «لله ما اخذ وله ما أعطى ان هذا الامر قد وطّنّا انفسنا عليه فلما نزل لم ننكره». الى جنة الخلد ونعيمها يا عمنا ويا عم الشرفاء في هذا البلد المعطاء. * لاعب دولي سابق، عضو مجلس إدارة نادي القادسية
مشاركة :