نسمع بساعات العمل المرنة، ولكن الكثير لا يعرف ما هي؟ وما كيفية العمل بها؟. هي بالفعل جدول زمني متغير للعمل، وهي النقيض لترتيبات العمل التقليدية عمل بأجر، التي تفرض على الموظفين العمل على مدار يوم عمل قياسي يمتد من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً. وفي ساعات العمل المرنة، تكون هناك مدة رئيسية (تبلغ حوالي نصف إجمالي وقت/يوم العمل) يكون من المتوقع فيها من الموظفين العمل (على سبيل المثال، من الساعة الحادية عشرة صباحًا حتى الثالثة مساءً)، في حين تدخل باقي مدة اليوم في إطار “ساعات العمل المرنة” التي يختار فيها الموظفون وقت عملهم، شريطة الوصول إلى إجمالي عدد الساعات اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية المطلوبة في المنطقة التي يتوقعها صاحب العمل، وتنفيذ جميع مهام العمل. وتسمح سياسة ساعات العمل المرنة للموظفين بتحديد الوقت الذي سيعملون فيه، في حين تسمح سياسة أماكن العمل المرنة لهم باختيار مكان عملهم. ومن مزايا ساعات العمل المرنة السماح للموظفين بتكييف ساعات عملهم مع مواعيد المواصلات العامة، والجداول الزمنية لأبنائهم، وتجنب أوقات ازدحام المرور. ونجد هذا معمولا به في الدول المتقدمة ولنظام الدوام المرن ميزة مهمة في أنه يتيح للموظف الحكومي التحكم بساعة بدء عمله ونهايته. وكذلك تطبيق الوسائل الهادفة إلی تحقيق المزيد من الانضباط والالتزام في الأداء، بما يتمشى مع مصلحة العمل والأنظمة المعمول بها. كذلك يمنح نظام ساعات العمل المرنة الموظفين الحرية في تنظيم حياتهم العملية لتتلاءم مع احتياجاتهم الشخصية. كما يمكن، كذلك، للموظفين التمتع بإمكانية التنقل بشكل أيسر وأقل تكلفة في غير أوقات الذروة. حقيقة عند الحديث عن ساعات العمل المرنة يجب أن نكون على يقين أنه يلزم العمل على نظام متكامل يمنع تلاعب واستغلال ثغرات هذه الميزة المرنة، والبصمة ستكون بالمرصاد لمن يحاول التلاعب، ومن الواضح أن البصمة تستخدم لتوثيق ساعة دخول الموظف للعمل وساعة خروجه منه. ومن المهم أن نعي أنه كلما سهلنا على الموظف لاحظنا زيادة إنتاجيته تلك حقيقة ألاحظها في بعض الدول التي شاهدت سرعة عمل الموظف وجودة أدائه في الخارج أثناء تواجدي هناك لفترة من الزمن في فلوريدا، يُعفَى العاملون بنظام الساعات المرنة، شأنهم شأن العاملين برواتب، من القيود الضريبية، كما يُمنَحون أيضا مهلة كبيرة في تحديد الجدول الزمني للعمل وصارت ساعات العمل المرنة أمرًا شائعًا في المملكة المتحدة، في القطاعين الخاص والعام على حدٍ سواء. ويظهر أيضًا هذا النظام عادةً في وظائف مكتب الدعم والوظائف الإدارية في المنظمات التجارية والمجالس المحلية. ويُشار عادةً لنظام الساعات المرنة في أستراليا بساعات العمل الإضافية المتراكمة التي يمكن للموظف استبدالها بمدة مساوية من الإجازة. وهناك من الشركات في دول كثيرة في الخارج يكون عملها يبدأ الساعة السابعة صباحا حتى الرابعة عصرا مع وجود ساعة ظهرا لتناول الغداء. وهناك اقتراح يكون العمل من السابعة وحتى الواحدة بحيث يكون تسجيل حضور الموظفين خلال المدة ما بين الساعة (7:30) حتى الساعة (8:30) صباحاً، على أن تكون فترة الانصراف ما بين الساعة (1:45) وحتى الساعة (2:45) بعد الظهر، بحيث يستطيع الموظف الحضور والانصراف في أي وقتٍ خلال الساعة المرنة، على أن يكون انصرافه مرتبطاً بإكمال ساعات الدوام المعتمدة”. وهذا ينطبق على موظفي الدوائر والشركات ولا ينطبق على المدارس لتوقيت العمل بها وعملها المعروف والمتناسب مع الطلبة والطالبات، فما عداها يمكن تطبيق هذه الساعة بمرونتها ونلاحظ مدى الإنتاجية والتميز، وينبغي النظر إليه أن العمل مهم لخلق بيئة عمل مرنة ومريحة ومشبعة بالعطاء بحيث يكون الموظف مبتكرا مبدعًا طموحًا، وبالتالي تتحول البيئة إلى بيئة عمل جاذبة محفزة وليست طاردة، وغير جاذبة. ما يهمنا هو رفع مستوى الكفاءة والإنتاجية لا يكون بمعاقبة الموظف أو بفصله وتقليص الاعداد لخفض التكاليف، أو بتقليص حجم العمل لخفض التكاليف أيضا، بل برفع إنتاجية كل موظف، ورفع إنتاجية كل جهاز وشمول ذلك الإبداع والتميز، والتركيز على رفع مستوى المنشأة. لنعلم أن الموظف ليس آلة بل شريك نجاح في البيئة الجاذبة للفكر والإبداع.
مشاركة :