خيم الحزن لليوم الثاني على التوالي على أرجاء القطيف، ضاربًا أطنابه فوق قرية القديح الثكلى بأبنائها الذين قضوا في التفجير الإرهابي أمس الأول (الجمعة). وحسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأحد (24 مايو/ أيار 2015)، فإن أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف يرافقه عدد من المسؤولين قاموا بعيادة المصابين في الحادث الإرهابي في مستشفى القطيف المركزي مساء أمس. معلنًا أن الإرهابيين المعتدين لن ينالوا من وحدة هذا الوطن وستصل لهم يد العدالة وستتم معاقبتهم على فعلتهم الشنيعة التي ذهب ضحيتها أكثر من عشرين (شهيدا) من أبناء الوطن الغالي المخلصين وأصيب العشرات. ووسط حالة من الحزن والوجوم، عمت البلدة قام الأهالي بتجهيز القبور في مقبرة القرية في صفوف متتالية تذكرهم بقبور حفروها في صفوف طويلة قبل 15 عامًا، حين هبوا لدفن جثث 76 سيدة وفتاة قضوا في 28 يوليو (تموز) 1999 إثر حريق كبير اندلع في خيمة عرس تحول إلى مأتم كبير. القرية التي حفرت القبور، ظلت على موعد مع تشييع جثامين 21 شهيدًا بينهم طفلان قضوا جميعًا في الفاجعة، ونصبت سرادق الأحزان لاستقبال المعزين، بينما سارت في عصر أمس مسيرة حزينة قطعت الطريق بين وسط القرية والمسجد المنكوب، عبرت عن حزنها على الشهداء واستنكارها للجريمة. المسيرة التي شارك فيها الآلاف من أبناء القرية وجيرانهم، نددت بالإرهاب وقوى التطرف ومحاولات التحريض وإثارة الفتنة في البلاد، وكان لافتا الدعوات التي انطلقت يوم أمس لتفويت الفرصة على تجار الدماء ومحرضي الفتن الذين يريدون الشرّ بهذا البلد. ووسط دعوات بتعزيز التماسك الوطني، سار أهالي القرية نحو مكان الانفجار. وقال متحدث: هذه الجريمة تريد الفتنة.. لن ينجحوا. في حين دعا عدد من الشخصيات عبر مكبرات الصوت لتعزيز اللحمة الوطنية وسنّ تشريعات تجرم التحريض وتكافح الدعوات التي تشق الصفّ الوطني. وعمل عدد من اللجان الأهلية في القديح لاستقبال المعزين وتسهيل حركة المرور والعناية بذوي المفقودين، في حين ما زال عدد من أبناء القرية في المستشفيات يتلقون العلاج. وقال وزير الصحة السعودي خالد الفالح أمس، إن العدد الأكبر من الحالات غادر المستشفى مؤكدًا أن عدد المتبقين في العناية المركزة لا يتجاوز 9 أشخاص فيما غادر أمس قرابة 35 من المصابين ويتوقع أن يصل عدد المغادرين خلال الساعات القليلة المقبلة 50 مصابا. وبين أن نوع الإصابات تتركز في الرأس وبعض أنحاء الجسم الأخرى.
مشاركة :