سماح أبوهشيمة تكتب: رُقعتان ونفسي في المنتصف

  • 1/2/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تأتينا لحظات جديدة نستكشف بها العالم الاكبر بعد ان حُصِرنا في رُقعٍة ما او اننا حَصرنا أنفسنا قبل ان نُحصر ومن ثم أبيّنا الابتعاد عنها.يكمن التمسك بكل ما نعرفه في الخوف من خوض تجربة جديدة خاصة بعد التعرُض لخبرة ما او انه في أكثر الأحيان يكون تقديرًا لما نحن عليه.ولكن الأعظم من ذلك هو الشعور بالأمان تجاه رقعتنا، أتذكر محدودية مفهوم الأمان بالنسبة لي في الثامنة من عُمري حيث اُقتصر على وجود حارس اسفل المنزل، أو أننا أغلقنا الباب بالمفتاح وتركنا المفتاح فيه من الداخل.وصلت للثامنة عشر، اختفى المفهوم او رُبما أنه اتسع حتى اختفى ذاك، ادركت ان الأمان في صوت القرءان يملأ منزلنا ليلًا، عناق جدتي الذي فُقط، وجود ابي وامي بيننا، رؤية اشخاصي المُفضلين، ومحادثة صديق ما بعد ضيق.تلك الأشياء التي تُضفي لذواتها قيمتها وتمنحهم امانًا يُغنيهم عن استكشاف شيء آخر إلّا اذا كان بصُحبتهم ولكن ماذا اذا استكشفنا رقعة جديدة ثم وجدنا بُهتانًا في خاصتنا ! أو أننا لم نستطع العودة مرة اخرى ! ومن ثم فقد فقدنا امانُنا في الرقعتين.لنخطو خطوة أخرى نحو رقعة تُرحب بنا اينما اتجهنا فنعود للانعزال الذي لا يصحبه الا اللاشيء من كل شيء نستجمع اشلائنا ونعود مرة أخرى لكل شيء.ربما ذلك التشتت يُصبح هينًا لطيفًا مع ابي، امي، اخوتي ورفقة خفيفة.حينها .. نُجبر أن نعهد مالم نعهده ونستأنف استكشافتُنا التي تكاد تُجرّح أقدامُنا او أنها تجمعنا مع من يخطون نفس خطواتنا.

مشاركة :