في عالم آخر مُواز للأوبئة التي تُهاجم عالمنا وما يقابله من شعور بعدم المسئولية إلا في رقعة محدودة كثُر مُصابوها بمرض من نوع آخر ، يسكنها خليط من المشاعر تجاه أنفسهم . رُبما أكثر ما يُزيد الشوائب هناك هو العجز ، رُبما هو مجرد شعور يأتي المرء كُلما فكّر في أحلامه بعد أن فشل في السعي للأخرى أو حالة كاملة تُمسك بصاحبها طوال حياته ، تعرقل قدماه في المُضي قدمًا او التراجع عنها، تنهش في الأرواح و تُزيح كل ما قد يبعث الأمل بداخلها تُسببها ذئاب روحك أو ذئاب العالم التي لا تنتهي مواجهتك معهم .هُنا -على الأرض- تحتاج لقدر من الانحطاط لكي تُكمل حياتك سالمًا من ذئابها أو أنك تحبس نفسك بين فئة معينة من البشر و تتجنب الاحتكاك بكل ماعداها .لكن مهما كان قدر احتياطك من الاختلاط بهم سوف يأتيك من بين الزهور شوكة ما تُنسيك حُلوها أو أنه سيصبح زائفًا بالنسبة لك ، سيصيبك بنوبة تمزج بين العديد من مشاعر الحزن وما يتبعه من الاكتئاب ، العجز تجاه نفسك حينما تقف مكتوف الأيدي امام ذاتك وهي ذبيحة لا تملك سوى البكاء و فقدان الثقة الذي ما يتبعه إلا الشعور بالوحدة .فكيف لذئبٍ واحد مقدرة أن يُثير كل تضارب المشاعر تلك في نفٍس واحدة ! ، وأنه هو من يتحكم في شكل علاقاته التالية و احتياطاته تجاه العالم . أو في اتجاه آخر يلفت الانتباه لجوانب جديدة لم نعرفها بعد في البشر، يُحوّل تعاملاتنا إلى طبقة سوية ذئابها هي من تحميك وتُبعد الأذى .وككل حين عاد الذئب يتتبعك مرة أخرى !.
مشاركة :