كان العالم البريطاني الفذ إسحاق نيوتن (1642-1727م)، أهم علماء الفيزياء على مر التاريخ، يؤمن بأن الحقيقة العلمية إحدى طرق الإيمان بالله عز وجل، وكان يقول: «يجب علينا أن نقر بإله واحد، ليس له حدود، دائم الوجود، عالم بكل شيء، قادر على كل شيء، خالق كل شيء، نطيع أوامره ونخصص جزءاً من وقتنا لعبادته». وكان نيوتن يستخدم المعرفة العلمية ليدلل، بأسلوب جميل، على أن لهذا الكون بدون أدنى شك خالقاً وصانعاً ومدبراً، ففي كتابه الشهير(الضوء)، قال: «إن المهمة الأساسية لفلاسفة الطبيعة هي أن يبينوا من ملاحظة الظواهر، ويستنتجوا السبب والتأثير، حتى يصلوا إلى السبب الأول، والذي من المؤكد أنه غير ميكانيكي، ليس ليتعرفوا على آلية العالم فحسب، وإنما للإجابة عن هذه الأسئلة»، -والكلام لإسحاق لنيوتن- ماذا يوجد في الأماكن الخالية التي ليس فيها مادة، ومن أين للشمس والكواكب أن تتجاذب فيما بينها من دون وجود مادة بينهما؟، ومن أين للطبيعة أن تفعل ما تفعله في الفراغ؟، ومن الذي يمنع النجوم من التساقط بعضها على بعض؟، ومن أين للكواكب أن تتحرك جميعها بالطريقة نفسها في مدارات حول مركز واحد بينما تتحرك المذنبات في مدارات إهليلجية؟، هل يمكن للعين أن ترى من دون ضوء، أو الأذن من غير صوت؟، كيف تتبع حركة جسم الكائن الحي إرادته، ومن أين للحيوان هذه الغريزة؟ ألا يدل ذلك كله على وجود (إله) حي عليم يجب أن نحبه ونخشاه، ونتوكل عليه، نعبده ونشكره، نقدس اسمه ونطيع أوامره ونجتنب نواهيه؟» أ هـ. *قال الإمام المحدِّث ابن رجب الحنبلي (736-795هـ):»العلم النافع يُعَرِّف العبد بربه».
مشاركة :