الجشع... داء استشرى في المجتمع | فضاء كويتي

  • 5/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من منا لا يعرف صفة الجشع، تلك الصفة التي تجعل صاحبها ينشغل بدنياه وينسى آخرته، لان كل همه يتمثل في كيفية الحصول على كل شيء في هذه الدنيا، وبأي طريقة سواء كانت بوجه حق او من دون وجه حق. فالجشع... يجعل صاحبه في دائرة المنبوذين، فضلا عن ان سمعته تكون سيئة... وبالتالي، فلا أحد يرغب في قربه او مجاورته، لمعرفتهم التامة ان الفائدة معدومة. فالجشع... هو من فرق بين الاخ واخيه، والصديق وصديقه، والقريب وقريبه في جميع الامور، فهو من اعمى القلوب قبل الابصار، وزرع الفتنة بين الجميع بعد ان سكن في قلوب الجشعين. فالجشع... جعل الناس المستضعفين اجتماعيا لقمة سائغة في افواه الجشعين، يمضغونها متى شاؤوا ويقذفونها متى ما أرادوا، في حال فسد طعمها واصبحت غير قابلة للاستهلاك الادمي. فالجشع... وعلى الرغم من صفته المذمومة وفعله القبيح ومعرفة المجتمع به معرفة تامة، الا انه استشرى في المجتمع بشكل فظيع، وبات القوي يأكل الضعيف «كنظام الغاب»، والضحية بكل تأكيد هو الضعيف. فالجشع... يسكن الان في قلوب من اصبحت الدنيا اكبر همه، وذلك بسبب المال الذي يريد الحصول عليه بأي طريقة كانت، شرعية او غير شرعية فالمهم هو جني المال. فالجشع... معناه الحقيقي يتضح من احرفه الثلاثة والتي تعني تفصيليا: ج: جائع، ش: شَرِه، ع: عنوة، والتي تعني اجمالا ان الجوع ينسحب على الاكل بشَرَه وان كلاهما جاءا بقوة، حينما قام صاحبهما بفتح ابواب قلبه وسمح للجشع بالمبيت داخل قلبه. فالجشع... يدخل بقوة على كل من يحب كسب المال، كما انه يحاول الدخول على الذين لديهم قناعة في هذه الحياة «بأن المال ليس كل شيء». فالجشع... اضحى لغة التواصل للذين يحبون المال حبا جما، والذين لا يفكرون بظروف الاخرين واحوالهم، ليستشري الجشع في المجتمع... ولا عزاء للمستضعفين... والله الهادي لسواء السبيل. * عضو في اتحاد الإعلاميين العرب

مشاركة :