لا تتأخروا في مصالحة زوجاتكم | فضاء كويتي

  • 5/24/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أغلق الباب خلفه بعنف بعد مشادة عنيفة مع زوجته التي تركها تبكي. كان شجاراً حاداً قسا فيه عليها، وأسمعها خلاله كلاماً جارحاً آذاها وأحزنها وأبكاها. انطلق بسيارته وهو مشحون بالغضب؛ حتى كاد يصطدم بسيارة أخرى لولا أنه داس الكابح في اللحظة الأخيرة. في البيت كانت زوجته تبكي بحرقة وهي تسترجع شتائمه وصراخه الذي مازال يتردد صداه في سمعها. لم يتوقف بكاؤها، ولم تهدأ نفسها، حتى صارت تشعر أنها تكاد تختنق، فنهضت تجمع بعض ثيابها وحاجاتها وتضعها في حقيبة صغيرة وقد قررت أن تذهب إلى بيت أهلها. كان الزوج قد أوقف سيارته وخرج منها يتمشى حتى هدأت أعصابه، وسكنت نفسه، وأحس بالندم على ما صدر عنه من كلام، وما أطلقه من صراخ. صار يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويستغفر الله من دون توقف، حتى وجد نفسه وقد اطمأنت تحدثه بالعودة إلى زوجته لتطييب خاطرها والاعتذار منها. ركب سيارته، وأدار محركها، وانطلق بها عائداً إلى بيته، وما إن وصل حتى وجد زوجته خارجة منه ومعها حقيبتها، فنزل مسرعاً مـن سيارته التي أوقفها وتوجه إلى زوجته يسألها: إلى أين؟ ردت عليه: ابتعد عني. قال: سامحيني، أعلم أنني أسأت إليك. لم ترد عليه وحاولت مواصلة توجهها نحو سيارتها؛ إلا أنه أمسك يدها وأخذ منها حقيبتها وقال: أرجوك، دعينا نرجع الآن إلى البيت، أعدك بأن الأمور ستكون أفضل. هدأتْ قليلاً. واصل كلامه: لن يتكرر هذا مني مستقبلاً. وضع ذراعه فوق كتفيها وعاد معها إلى البيت حيث وفَّقه الله في مصالحتها. أيها الأزواج، لا تتأخروا في مصالحة زوجاتكم، فلولا أن هدى الله هذا الزوج ليعود إلى بيته ويبادر إلى مصالحة زوجته، بعد استعاذته واستغفاره، لكانت زوجته قد صارت في بيت أهلها، فعلموا بما جرى بينها وبينه، ولمنعوها من العودة إليه قبل أن يزورهم ويعتذر إليهم، ولربما كانت النتائج أصعب من ذلك. لا تترددوا في مصالحة زوجاتكم؛ ولا تتأخروا فيها. وفقكم الله.

مشاركة :