لماذا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ (6)

  • 1/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الصلاة عليه من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء، قال تعالى (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا) (الأحزاب: 56)، كما أن في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تكفير السيئات ورفع الدرجات، وحصول الشفاعة، وتحصيل الأجر والثواب، والعتق من النار، ودخول الجنان، وتفريج الكرب وحل العقد، وقضاء الحوائج والديون، عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم. قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ» رواه النسائي، «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ذهب ثُلُثَا الليلِ قام فقال يا أيُّها الناسُ اذكُروا اللهَ اذكروا اللهَ جاءتِ الراجفةُ تَتْبَعُها الرادِفَةُ جاء الموتُ بما فيه جاء الموتُ بما فيه، قال أُبَيٌّ قلْتُ يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال ما شِئْتَ، قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإن زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإن زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإن زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال: إذا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ» رواه الترمذي. أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا أكون فاسقًا، قال الله في سورة التوبة التي سميت بالفاضحة والمبعثرة؛ لأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم: (قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة: 24)، قال القاضي عياض: فكفى بهذا حضًا وتنبيهًا ودلالة وحجة على إلزام محبته (أي: محمد صلى الله عليه وسلم) ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها، إذ قرع الله من كان ماله وولده وأهله أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله: «فَتَرَبَّصُوا حَتى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ»، ثم فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن أضل ولم يهده الله. أحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه قدوتنا وأسوتنا، قال الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب: 21)، قال ابن كثير «هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسّي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه، عز وجل، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين؛ ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» أي: هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله؟ ولهذا قال: «لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا». أحبه صلى الله عليه وسلم لأن كمال الإيمان في محبته. أحب الرسول صلى الله عليه وسلم آخذا بحجزنا عن النار، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله: (مثلي كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها). ما أشد حب رسولنا لنا! ولأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟! ولما كان الله قد أراه النار حقيقة كانت موعظته أبلغ، وخوفه علينا أشد؛ ففي الحديث: «وعرضت عليَّ النار، فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاني». وفي رواية أحمد: «إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي». ولذلك كان من الطبيعي أنه «كان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم» ولأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا وخوفه علينا، كان يود أن يرانا فيحذرنا بنفسه؛ لتكون العظة أبلغ وأنجح، قال: (وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني). ولم يكتف بذلك، بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا وجنتنا من النار بالعديد من الإجراءات الوقائية، كالصدقة وتربية الأولاد والبنات والأذكار، والنوافل والأعمال التطوعية والصلح بين المتخاصمين وإكرام الزوجة والإحسان إلى الجار، وإكرام الضيف، وتوقير الكبير والعطف على الصغير....

مشاركة :