استقرأ عدد المسؤولين والباحثين المتخصصين في الفكر المتطرف وجماعات الإرهاب ودوافع وبواعث التنظيمات الإرهابية وآلياتها في تنفيذ مخططاتهم العدوانية ومنها تجنيد صغار السن، محملين الأسر والمدارس والجامعات والمساجد مسؤولية الحفاظ على النشء وحمايتهم من الوقوع في فخ أعداء الوطن. ويؤكد الباحث المتخصص في تحليل فكر جماعات الإرهاب الدكتور فائز الشهري أنه من خلال استقراء تاريخ الظاهرة الإرهابية يلاحظ أن معظم الأعمال الإرهابية خاصة في السبعينيات، والثمانينيات كان دافعها سياسيا وأسلحتها في معظمها تقليدية، مشيرا إلى تأثر الفكر المتطرف بالتحولات واستغلاله للتقنيات إثر الانفتاح الكوني واختلطت الدوافع والأهداف بدءا من الوطنية (القومية) والعرقية، أو الدينية (المذهبية)، أو حتى البيئية والحقوقية، مؤكدا أن الإرهابيين استفادوا من كل أدوات العصر في تسهيل مهامهم وإيذاء الأوطان، لافتا إلى أن شبكات المعلومات والتواصل تتميز بالمرونة وقلة الكلفة وقلة نسبة المخاطرة إضافة إلى ميزة التخفي والدعاية إذ تحظى عمليات الإرهاب الإلكتروني بتغطية إعلامية كبيرة وتقدم بذلك خدمة كبرى للإرهابيين وتوفر مجالا خصبا للتدريب وبين المجموعات الإرهابية، وأضاف أن التقنية تجعل من الإرهاب ممكن الحدوث في كل لحظة لانتشار التقنية وتطبيقاتها المختلفة ورخص ثمنها وسهولة الحصول عليها. ويرى الشهري أن معظم رموز الفكر المتطرف الذين تأثر بهم الشباب وصغار السن لم يعرفوا بشكل جماهيري إلا عن طريق مواقع معينة تروج لفكرهم وتستقطب أتباع الفكر، مؤكدا أن الإرهاب لا ملة له ولا جنس كون حقائق الواقع الافتراضي تكشف أن المتطرفين موجودون في كل مجتمع والتطرف والتشدد ظاهرة إنسانية مجتمعية رافقت المجتمعات الإنسانية منذ تكوينها. وقال المحلل السياسي الدكتور علي الخشيبان عندما نتحدث عن الفكر المتطرف يقفز إلى مخيلتنا تلك الصور المرعبة لعمليات إرهابية يموت فيها البشر وتدمر فيها الممتلكات وعانينا في هذا المجتمع من مشاهد مؤلمة لعمليات إرهابية شرسة، مشيرا إلى أننا لا زلنا أمام مسألة معقدة حول الدور المطلوب من المجتمع لمعرفة المنطقة الفاصلة بين ما هو تطرف وبين ما هو تدين. ويرى الخبير الأمني الدكتور عبدالله الكعيد أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية دأبت على تجنيد صغار السن لخدمة أهدافها الشريرة لعدة أسباب أولها أن هذه الشريحة سهلة الاستمالة والتلاعب في عواطفها فالشاب في مرحلة ما بعد المراهقة انفعالي ويتسم سلوكه بالاندفاع وعدم تقدير عواقب أفعاله لهذا يستغل ثعالب الإرهاب هذه الثغرة فيبدأون بشحن عواطفه ما يجعله ينقاد تلقائيا وبكل حماس لصفوفهم، إضافة إلى تأثير وكالة الأقران بحيث لا يحتاج الصغير لكثير عناء في استمالته للاصطفاف في رتل التنظيم إذ يكفي أن يرى قرينه أو قرين قرينه قد انضم فيسارع بطوعه واختياره للالتحاق بالأقران حتى لو كان الطريق يؤدي بهم إلى باب جهنم وهذا أسهل صيد يقع في الفخ.
مشاركة :