شكري شيخاني يكتب: قوة الحق... وحق القوة

  • 1/11/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كان واضحًا وجليًا موقف تونس والجزائر دول جوار ليبيا من العرض التركي السافر وكان الرفض بإنزال قوات المظلات التركية بهذه الدول صفعة قوية لنظام أردوغان، فتشكلت أمامه عقبة الجوار والبحر من خلفه. ولذلك لم ولن يستطيع إحراق مراكبه لأنها ستعود محملة بجثث جنوده إلى انقرة واستنبول. فهو لا يستطيع مواجهة الرفض الشعبي والمعارضة لهذه الحملة العسكرية المجنونة، اما عن جثث المرتزقة من عناصر الفصائل الاسلاموية المسلحة والتي ركضت وراء الدولار فسيتم رميهم في البحر تخفيفا للحمولة. ولبعد المسافة بين شواطىء ليبيا واقرب شاطىء تركي.. كل هذا لماذا ومن اجل ماذا.. انها ببساطة مساحة الأحلام الخيالية الواسعة لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية المهترئة اصلا "فكرًا وثقافة وسياسة واجتماعي ومع كل هذه الصفات يريد أردوغان نفخ الروح بجسد محنط منذ ١٠٠ عام تقريبا عبر تدخله السافر في الشؤون الداخلية لأغلب دولة المنطقة، وعبر اذرع اجرامية وارهابية متنوعة بالعقائد الدينية والانتماءات الدولية. فكانت مهابط مطارات انقرة واسطنبول وازمير واورفة تستقبل طائرات المرتزقة من كافة دول العالم ومن خلال مكاتب التجنيد المنتشرة في أوروبا وامريكا الشمالية وشمال أفريقيا ووسطها ومن دول الحديقة الخلفية لروسيا الاتحادية. والغريب ان معظم مخابرات وأجهزة الأمن في هذه الدول كانت على علم وبينة من كل هذه التنسيقات بين منظمات بلاك ووتر.. وحزب الله التركي ومنظمة سادات الأمنية التركية والحرس الثوري الخاص لاردوغان شخصيًا. عملت كافة هذه المنظمات على استقدام الشباب العاطلين عن العمل في تلك الدول إلى تركيا. وادخلتهم في معسكرات تدريب نظامية في مناطق جنوب شرق البلاد وفي مدن اورفة ووان وكانت التدريبات كجيوش نظامية. وقتال شوارع إضافة إلى التدريب على العمليات التخريبية والتدميرية بالإضافة للدروس التوجيهية والارشادية ودروس في تدمير العقل البشري تحت ستار الدين. وليس مفاجئًا لاحد اذا كانت كل هذه الاستعدادات والترتيبات والتدريبات تجري على قدم وساق بإشراف رسمي من أردوغان. وكانت الحافظة المالية والممولة لكل هذه النشاطات هي دولة قطر والتي اخذت عهدًا على نفسها ان تقوم بتخريب وتدمير اي تقدم لأي دولة عربية. وهنا لابد من تسجيل أكثر من علامة تعجب واستفهام حول تعامل جامعة الدول العربية واستسلامها بالكامل للارادة المالية القطرية.... ولن اتوقف كثيرا عند دور دويلة قطر فما هي إلا واسطة في مشروع اخواني كبير والذي تعهد أردوغان برعاية هذا التنظيم ولملمة أعضاءه من سوريا ومصر والسودان وافرد بهم المساحة السياسية الكبيرة في تركيا وضم إليهم عدنان تانري فردي رئيس منظمة سادات الأمنية والإشراف المباشر على كافة المرتزقة المتواجدين على الاراضي التركية والذي تم سوق عدد كبير من هؤلاء إلى ليبيا من أجل مقاتلة الجيش الوطني الليبي على أرضه وبين شعبه. ومن ناحية أخرى خلق بؤر إرهابية إجرامية لزعزعة الاستقرار والسلام في دول أفريقيا وعلى الخصوص دول شمال افريقيا بل والتحرش بشكل مباشر بمصر الجار الشرقي ليبيا.. فتارة بحجة التفتيش عن مصادر الطاقة نفط وغاز وتارة اخرى بتأجيج الصراع الداخلي في ليبيا مما سيسبب انعكاسا فوريا على دول الجوار. وأولهم جمهورية مصر وجعلهم دول مضطربة وغير مستقرة وبالتالي تكون تركيا قد نفذت السيناريو التي عكفت على كتابته منذ مئة عام ولكن الإمبراطور العثماني المريض نسي او انه يتناسى القوة الإقليمية لمصر فضلا" عن قواتها الذاتية في البحر والجو والبر. وان هذه القوة الفاعلة والضاربة والتي تستخدم أحدث أنواع التكنولوجيا العسكرية وقبل هذا كله المقاتل العسكري المصري وقوته العقلية. والجسدية وإيمان العميق والمطلق بحقه بامتلاك القوة. وان هذه القوة هي الحامي الحقيقي لحقه المشروع في تأمين حياة سعيدة وآمنة له ولكل الشعوب في المنطقة والتي تؤمن بأن أقرب طريق للأمان والسلام هو امتلاك حق القوة كما هو امتلاك قوة الحق.

مشاركة :