العالم كله أصبح أقرب إلى بعضه البعض أكثر من أي وقت مضى في ظل تفشي وباء كورونا.. وصرنا نشاهد ونقرأ وبحزن شديد على الأرقام المخيفة من مصابين ومتوفين والناس المتوفاة على الطرقات في مختلف أنحاء أوروبا، بل وفي كامل أنحاء الكرة الأرضية.. نعم إنها صور وأرقام مرعبة للغاية إذا وصل عدد المصابين ولغاية كتابة هذا المقال حوالي 2 مليون مصاب وأكثر من 175 ألف متوفى.ومع كل هذه الصورة العالمية السوداء لما قد يحمله المستقبل من مصائب وكوارث. محتملة اقول مع كل هذا نرى ان اصابع الارهاب لازالت تلعب في اكثر من منطقة في العالم. ونرى ان الدول الممولة لهذا الارهاب المجرم غير مكترثة بكل ما يحصل، وهي اي الجماعات الارهابية بواد والعالم القلق بواد آخر. فهو أي الإرهاب يتضامن اجراميا مع هذا الوباء الخبيث ويتساعدان معا "لزهق الروح البشرية والتي حرم الله قتلها بغير حق". اي بشر هؤلاء. وما هي المشاعر التي تمتلكه هذه المجموعات الإرهابية المتشددة في ترويع وارهاب المدنيين الامنيين في منطقة الاميرية منذ يومين واي احساس تمتلكه هذه العناصر المتشددة في ان تحول الامان الى ارق وقلق واراقة دماء. وبأي حق ان تحول هذه الجراثيم الارهابية البوصلة الأمنية من متابعة الوضع الصحي العام الى ملاحقة هؤلاء القتلة والذين اتخذوا من المدنيين الامنيين دروعا بشرية. إنها بكل تأكيد أصابع الشر في الجوار الملتهب. نعم أصابع داعش ما زالت تقوم بدورها الإرهابي الغامض؛ يختفي ويغيب ويعود إلى الظهور في منطقة الهلال الخصيب وشمال أفريقيا يتحرك بمساحات متسعة ومتباعدة من العراق إلى سوريا إلى مصر إلى ليبيا. ويترك من الخراب ما يحول المدن إلى ركام فوق رؤوس الأحياء. ثم لا يقرب من أعداء العرب المعروفين؛ وهذه الاصابع مع اختلاف تسمياتها من اخوان او داعش او طالبان لا فرق وتهدد العالم بكارثة بيئية وصناعة مشلولة واقتصاد مدمر. يبدو أن ما يجب أن يوقف هو الفكر المريض الذي يسمح بكل هذا الإرهاب القاتل داخلها وخارجها وأصابع الشر لازالت تتحرك.تظل محاربة الإرهاب وظاهرة التطرف في العالم أجمع عامة وفي محيط منطقتنا على وجه الخصوص هي الشغل الشاغل لكل من يرفض هؤلاء جملة وتفصيلا من مفكرين ومثقفين ورجال الدين الذين يخافون الله. ولقد تم التأكيد من قبل هؤلاء وحكوماتهم على مستوى الوطن العربي باستثناء كم دولة ومحاربة هذه الظاهرة تتطلب الوقوف على الأسباب التي يأتي في مقدمتها تراجع الدور الثقافي والديني والاجتماعي والوعي الممنهج باسلوب عالي ورفيع المستوى في الخبرة والممارسة، وعدم الفهم الحقيقي لاحترام الحريات بل وعدم كفاية الوعي بممارسة الديمقراطية والتفاعل بانسجام غير متناغم مع الافكار المعاصرة والتي قد لا تشبه عاداتنا وتقاليدنا.وذهب العديد من المفكرين والمثقفين الى التأكيد على اهمية تضافر الجهود بين كل قطاعات اجهزة الدولة وبمختلف اختصاصتها في الدولة الواحدة، وبتضافر ايضا كل الجهود مع الدول الاقليمية والمحيطة بغية الخروج بمشروع متكامل الرؤى والافكار والحلول للقضاء على الفكر المتطرف. والتذكير بان قوة القلم أقوى وتفوق في تأثيرها على قوة السلاح في التصدي للارهاب. وبما ان التعليم والثقافة حق لكل مواطن وواجب على كل الحكومات هناك اشياء لابد من ذكرها وهو تقاعس الاهل في تكملة رسالة المدرسة والجامعة من وعي وارشاد وتقوية روح الانتماء للوطن. لان الكل مطالب بتفعيل دوره بدءًا من الفرد المواطن العادي وانتهاءً باعلى منصب في الدولة. فهؤلاء الذين تشربوا هذه الافكار الهدامة الاجرامية عبر دول تمولهم أو تدربهم وتزرع هذا الفكر الظلامي في الرؤوس الفارغة والتي لم يتم استيعابها قبل حين او قبل ان تجرفها تيارات الإسلام السياسي والتي لاهم لها سوى ضياع البلاد والعباد. وليس لهم ذمة او عهد او دين مادام الاجرام متأصل بل ومتجذر في الأهواء والنفوس. لهذا وجب على الطبقة المثقفة وأصحاب الفكر المتنور ان تكون جهودهم ومساعيهم مضاعفة في سبيل انقاذ ما يمكن انقاذه من هؤلاء المغرر بهم حماية لهم ورأفته باهلهم وعائلاتهم. اللهم احفظ هذه البلاد من كل شر...امين.
مشاركة :