انتفاضة الشعب العراقي والصراع الإيراني الأمريكي!

  • 1/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

‭{‬ مرت عدة أشهر على صمود الثوار العراقيين وتشبثهم بمطالبهم المشروعة في العيش الكريم وتحقيق مشروع وطني بعيدا عن الطائفية وحكم المليشيات التابعة لإيران، وبعيدا عن كل التدخلات الأجنبية التي استباحت العراق وأغرقت شعبه في الدمار فيما النهب المنظم للثروات العراقية جار على قدم وساق! قتلوا في المتظاهرين وحاولوا تحريف مطالبهم بكل الطرق، ومارس المتشبثون بالسلطة الفاسدة كل أساليب التهديد والقنص واستهداف الناشطين والمصورين والإعلاميين، ورغم ذلك بقي الشعب العراقي في ساحة التحرير وآخرها مليونية الجمعة الماضية يردد المطالب ذاتها، ولا يقبل بالحلول الترقيعية، مدركا أن صموده هو الحل الوحيد لإخراج العراق من عفن الفوضى والدمار والفساد والإفقار الممنهج لكل أوضاعه ومهما بلغت التضحيات التي يقدمها، وليروي بدمائه شوارع وساحات العراق التي يتجمع فيها ويتظاهر! ‭{‬ من الواضح أن هناك من يعمل بطرق ملتوية لتحويل الصراع الأمريكي الإيراني وخاصة بعد مقتل «سليماني» ليكون ضحيته العراق مجددا بإغراقه في المزيد من الفوضى وخلط الأوراق ولتكون الثورة العراقية هدفها الأكبر بإصابتها في مقتل وبتحويل الأنظار عنها إلى تداعيات الصراع الذي يراه البعض مفتعلا بين أمريكا وإيران، وحيث الخاسر في هذا الصراع هم العرب دائما سواء في العراق أو في دول أخرى.. كيف؟! أولا: قادة الساحة العراقية بالإطار التبعي الكبير للنظام الإيراني واحتلاله للعراق ولنهج المليشيات المسيطرة عليه يعملون على القضاء على الانتفاضة العراقية بأي ثمن من خلال تصعيد آليات الصراع بين أمريكا وإيران على الأرض العراقية، فيما تبقى إيران في مأمن من أي استهداف أمريكي لأرضها أو لمنشآتها الحيوية، وكما هو جار حتى اللحظة! ثانيا: مادام اعتماد إيران على إرهابها وإرهاب مرتزقتها وعملائها من المليشيات لايزال قائما رغم ما يعانيه النظام الإيراني من أزمات وبما يهدد به الأمن العالمي وليس أمن المنطقة وحدها وآخر تلك التهديدات السجال الدائر حول إسقاط الطائرة «الأوكرانية» بصاروخ تزامن مع الاستهداف المسرحي لقاعدة «عين الأسد» في العراق ردا على مقتل «سليماني» فإن نظام الملالي وتلك المليشيات في النهاية تهدد المصالح العربية في منطقة الخليج والعرب بحجة استهداف المصالح الأمريكية! ومجددا العرب هم في دائرة الاستهداف بحجة الانتقام والنظام الإيراني لم يجرؤ على قتل جندي أمريكي واحد بعد مقتل «سليماني»، بل إن ظريف بعد الرد المسرحي الباهت على «عين الأسد» صرح قائلا «الانتقام انتهى!» فيما غرد ترامب بأن «كل شيء تمام»! ‭{‬ المرجح أن الانتفاضة العراقية الصامدة رغم كل المؤثرات والتأثيرات يراد ضربها بتأجيج الصراع الراهن وعلى الأرض العراقية وإحداث فوضى جديدة فيها! وبهذا تسلم إيران وتسلم أمريكا ويستمر الدور التخريبي لسلطة فاسدة أخرى تأتي بحسب المواصفات الأمريكية – الإيرانية! لأن في استمرار هذا النمط من الحكم ضمانا لبقاء الفوضى والنهب في العراق وحيث مطلب الشعب العراقي باستعادة حريته وحياته ومواطنة ضمن مشروع وطني هو عكس اتجاه المخطط الذي استمرت مفاعيله منذ الحصار الأول للعراق ثم غزوه ثم احتلاله ثم تسلميه لإيران ولأتباعها ومرتزقتها من مليشيا طائفية وبعض خونة «الإخوان»‍! ولهذا فإن الشعب العراقي المنتفض ضد كل ذلك وغيره سيواجه أزمات أخرى قبل أن يحقق انتصاره الأخير، الذي نثق في قدرته على تحقيقه، مهما تكاثفت سحب الضباب والغيوم السوداء اليوم لتحرفه عن هدفه الأسمى في تخليص العراق من المحنة الكبرى التي صنعتها أمريكا ومعها إيران وبقية قوى غربية وإقليمية أخرى منها تركيا! هم جميعا يتصارعون والكعكة في النهاية هي الأرض العربية والضحية هي الشعوب العربية وأنظمتها الوطنية التي تتصرف وكأنها في تيه!

مشاركة :