** الرئيس الأسباني قال إنه سيرى السفير الأمريكي في مدريد يطلب منه توضيحات حول ما قيل عن عملية التنصت المفترضة عن السلطات الأسبانية التي كشفت بواسطة الصحافة.. ** رئيس البرلمان الأوروبي دعا لوقف محادثات التجارة الحرة بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية كرد فعل على خلفية التنصت المحتمل من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية على الهاتف المحمول الخاص بالمستشارة الألمانية إنغيلا ميركل. ** نفس الشيء وزير الخارجية الألماني استدعى قبل ذلك السفير الأمريكي لتفهم ما قيل عن ممارسة التنصت السابقة.. ** أيضاً نفس الشيء حدث في فرنسا.. أربعة أخبار وهناك دون شك ما هو أكثر من ثلاث دول لكن كل ما حدث يخص مسألة متابعة مكالمات تليفونية لا أكثر وبطبيعة الحال لم تمر أي دولة أوروبية بأي أحداث مقلقة.. كيف هو الحال في العالم العربي خصوصاً ونحن نعرف جيداً أن مستويات التدخل في العالم العربي لم تتوقف عند أبعاد متابعة كلمات تليفونية هي بالدرجة الأولى تعطي معلومات عن أوضاع أو قرارات ليست معلنة.. كيف هو عالمنا العربي أمام هذه النوعية من الاعتراض الأوروبي.. وهل ما يحدث في العالم العربي منذ سنوات طويلة هو مجرد متابعة تليفونية لنوعية أفكار أو قرارات قد تنفرد بها أوروبا فما حدث في العالم العربي ومنذ وقت مبكر هو وجود تدخلات مزقت الوحدات الوطنية الخاصة والمتجانسة عبر مئات الأعوام ثم إذا بها تتحول إلى صراعات خلافات دينية أو خلافات مصالح اقتصادية خاصة.. لقد كان العالم العربي أشبه بملعب عنيف المنافسات بل فاقد الوعي في توجيه ما هو فيه من منافسات حتى تحول إلى عالم خاص بهذه السلبيات.. يبرز لنا هنا موقف بلادنا.. مملكتنا حيث انفردت القيادة السعودية بايضاح ماهو الاستقلال الحقيقي المفقود تماماً في دول العالم الثالث بصفة عامة، وفي العالم العربي بصفة خاصة.. المملكة قدمت الدعم الاقتصادي غير المحدود لدول ليست بالقليلة.. إنسانياً في آسيا وافريقيا.. ووطنياً بروح اخوة أكدت المملكة سلوكياً أنها وطنية مسؤولة عن بعضها ولعل أروع موقف في ذلك هو ما فعلته المملكة عملياً وبشكل مباشر بما قدمته من دعم اقتصادي جزل لدولة يهم كل عربي أن تبتعد عن أي سقوط لقدراتها.. مصر.. التي شكرت للملك عبدالله موقفه الرائع دعماً لاخوة جزلة ونبيلة مع مصر، موقع الثقافة والوعي وتقارب كل فئات السكان مما أسقط ذلك الحضور دولياً حول مصر لفتح مسارات في مجتمعها لفئات التطرف الديني وفئات الانتهازية السياسية.. ونعرف أن مصر والمملكة جديران بفرض وجود عربي مؤكد الاستقلال ومؤكد القدرات بما نأمل أن يتجه إليه من هم في أوضاع عربية قلقة.. ثم نأتي إلى الموقف الصريح الصادق.. المتميز باستقلالية حقيقية ورائعة حين رفضت المملكة عضوية مجلس الأمن الذي لم ينفذ أي رغبات عدالة لدول العالم الثالث ومثل استمرار منطلق إدانة لا عدالة.. على أن هذا الموقف الأخلاقي لا يعني تمثيل عداوة خاصة ضد طرف معين بقدر ما هو يعني وضوح استقلالية فكر وموقف لدولتنا..
مشاركة :