حاضر العالم العربي الراهن - والذي هو تواصل سلبي منذ ما لا يقل عن الخمسين عاماً - إشعارات وأفكار خادعة، حتى وصل الآن ليس إلى مظاهر خادعة فقط، وإنما إلى نتائج مؤلمة قاسية.. هذا الواقع الراهن ليس من المنطق ولا وجود لقدرات واقع حتى يمكن أن تتعدد النداءات لتجمعه عامة أو لأكثريته كي يتم الوصول إلى عالم عربي قادر على فرض منطلقات تطور.. هذا غير ممكن.. افتقد العالم العربي في أكثريته قدرات العودة إلى إيجابيات توحّد الجميع، ليس بمفاهيم شعارات - كما كان يحدث في الماضي - وإنما نحو واقع فيه ما يكتفي به عجز الواقع الراهن.. عالمنا العربي.. ليس في حالة توقّف فقط؛ ويحتاج إلى دعوة تقارب لنوعيات القدرات ثم الوصول إلى منجزات التقارب.. هذا واقع مستبعد، فالعالم العربي افتقد منطلقات قواه، وافتقد وسائل بمقدورها أن تنقله إلى الواقع الأفضل الذي ظل حلماً لعشرات أعوام، لكن دون نتائج منطقية.. مَنْ يريد الوصول إلى واقع جديد للعالم العربي؟.. مَنْ يريد الاطمئنان إلى وجود قدرة وصول نحو ذلك؟.. لابد من وجود وعي يفهم جيداً حقائق هذا الواقع المخيف.. هل من المنطق أن تسمع أساليب مبررات لحوادث قتل جماعي ولا يكون ذلك جريمة دولة في سوريا فقط، وفي بعض آخر أيضاً؟ ثم يؤلمك أن تستمع إلى أخبار لقوى متقاربة مع سوريا تبرّر أو حتى تتجاهل أساليب قذارة ما أصبحت المدن والقرى تجده من تعميم تنوّعات القتل المفاجئ.. مع الأسف، من شرق العالم العربي وحتى أقصى غربه لا نستطيع القول بأنه من السهل على الأقل طرح تجربة تجمع لأي عدد يستطيع أن يبرهن على إمكانية تقدم.. في كل العالم هناك أخبار يومية عن فنون وثقافات واقتصاد وسياحة وصناعة وتجارة.. فقط في العالم العربي هناك أخباره اليومية الدائمة حالياً عن ممارسات القتل.. وفي أكثر من موقع.. إن التقارب واضح وعقلاني وموضوعي بين المملكة العربية السعودية وبين مصر، ومن السهل أن يتكاثر وجود خليجي ثم يكون وصول الحضور في عضوية تقدّم قادر لمن هو يملك وعْياً مدركاً لحقائق العصر، وفي نفس الوقت قناعة التوجّه نحو جهد عربي مشترك.. لو لم تأتِ إلا أقلية تعاون في ذلك.. أو أتت أعداد قليلة.. فإن الأمر سوف يعني ميلاد منطلق اتجاه قادر وموضوعي للوصول إلى نموذجية واقع عربي قادر على فتح آفاق أفضل نحو واقع دولي أفضل.. مهما كان العدد محدوداً؛ فإن جزالة الوعي وتنوّع القدرات من شأنهما صنع المستقبل العربي الأرقى.. خصوصاً وبشواهد تاريخية وبما تمتلئ به السيرة الذاتية لرجلنا التاريخي الملك عبدالله من كفاءة إنجازات انتقلت بالمملكة إلى حقائق تفوق اقتصادي واجتماعي لبلادنا، تقدر فيه دول الغرب الكبرى ما للملك عبدالله من جهود ونتائج فرضت احترام كل الجميع..
مشاركة :