جرجس إبراهيم يكتب: «البابا تواضروس والصعايدة».. علاقة خاصة

  • 1/14/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعد زيارة صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني، إلي محافظة سوهاج، حدث هام للغاية، كما أنه يوم سعيد من أيام الصعيد فهذه الزيارة الثانية للبابا إلي سوهاج ولكن هذه المرة لها طابعا خاصا لاسيما وأن الكنيسة وشعبها في أشد الحاجة ليتف البابا حول شعبه، ليعطي لهم دفعة روحية.ففي التاريخ المسيحي لم تكن زيارة بابا الاسكندرية إلي الصعيد بالأمر الهين بل كانت تهز له الصعيد كالأمر الجلل، بل وتكتب في سيرة الأب البطريرك، ومما زاد من فرحتنا أنها جاءت في بداية العام ونحن نحتفل بأعياد الميلاد كي تضيف إلي اعيادنا عيد أخر يقوي من عزيمتنا ويزيد من فرحتنا.ومن الفوارق العجيبة، أن البابا تواضروس تربطه علاقة من نوع خاص الصعايدة، كون البابا يعلم أن أهل الصعيد من ورثة الحضارة المصرية والقبطية القديمة وأن لهم سمات شخصية مغايرة عن باقي المصريين الذين يعيشون في الشمال بالنسبة للأقباط، الذين يعتزون بأنسابهم وعرقياتهم المختلفة، من هنا تبرز تلك العلاقة الخاصة التي ربطت الصعايدة مع البابا تواضروس.فالبابا تقع علي عاتقه مسئولية كبيرة في الداخل والخارج ولكنه لم ينسي أبدا أنه أب ليرعي شعبه بطهارة وبر، وهو يعلم جيدا أن الكثير من أبناء الصعيد لم يرو البابا وجها لوجه من قبل، والناس تريد بأي شكل رؤية البابا ولكنهم محرمون منها في ظل تعقيدات إدارية وروتينية.وتهاتف مئات الألوف من محافظة سوهاج والمحافظات المجاورة لها لرؤية ومشاهدة ونوال بركة البابا تواضروس في ظاهرة حب غريبة لم تشهدها البلاد من قبل، ولعل حب أهل الصعيد لقداسة البابا كونه منبع الأمان والحكمة في الكنيسة، وأنا كابن من أبناء الصعيد أري أن سبب حبنا للبابا فهو يجمع فهو يجمع بين البساطة والحكمة والبشاشة والمحبة والأبوة الحانية والخدمة، وخاصةً خدمة الفقراء والمرضى، بالإضافة إلى مواقفه اللامعة وعزيمته القوية في العديد من المواقف والأزمات.فهو ذو قدرة وقوة أثبتتها مواقفه في العديد من الأحداث خلال الفترات المتباعدة، وفى محبة هذا الأسقف الجليلة فخلال أحلك الظروف خلال سنوات متتالية فهو رجل الأزمات الصعبة لما تمتع به من قوة وحكمة في مواجهة الأزمات التي تعرضت لها الكنيسة القبطية على مرور السنوات الماضية، وقد قام بموقف بطولي يشهد له الجميع.

مشاركة :