نحتفل هذه الأيام بمرور 23عامًا علي سيامة قداسة البابا تواضروس الثاني، أسقفًا عامًا على إيبارشية البحيرة بيد البابا شنودة الثالث، وتأتي هذه الذكرى العطرة في أحلك الظروف بسبب غلق الكنائس في ظل انتشار جائحة كورونا.اعلم علم اليقين أن شهادتي بحق البابا تواضروس الثاني مجروحة بسبب علاقة المحبة الأبوية التي تربطنى بقداسته التي معدنها مصقول بنور المحبة والصفاء فاحتفظت بمتانتها رغم كثرة طرق الدنيا عليها.ومنذ أن جلس البابا تواضروس علي كرسي الأسقفية وهو ويقرع بلا هوادة نوافذ الوحدة الوطنية ليرسخ قيم المحبة والتآلف، وانبرى لسانه يجمع المصريين ويحذر من فرقتهم، ليعطينا طريقًا نسير عليه تجتمع به كل المعاني الإنسانية، فصنع الله على يديه المعجزة الكبرى فتحولت نقمة الطائفية” والتعصب الي نعمة المحبة والسلام.فعقلية البابا الناضجة المتفتحه تستطيع أن تتحمل اي اختلاف والتعايش معه فهو مدرك أن التعايش الأنساني هو الهدف الأرقى فتحول المحبة الي ثقافة سائدة، فكل عصر من العصور يحتاج إلي بعض الأفراد الغير العاديين فقداسته هو أخر جيل العمالقة الذي استطاع تأثير شخصياتهم وأفكارهم ونفوذهم أن يتخطي حدود الكنيسة ويصل بها إلي العالمية. فلم يفرط البابا فى إيمانه بأن المحبة قادرة علي كل شئ، ومع بزوغ عهد قداسته لينسج خيوط المحبة الأبوية لتبدد الظلام الدامس، لتبشر بمستقبل مشرق من المحبة والتسامح والبذل والعطاء والخدمة، حتى باتت خلال بابويته نسمة رقيقة ودافئة.أستطيع أن أقول وقلبي يعتصر ألمًا والدموع تنهمر عيني أننا في معظم الأحيان لا نفهم معنى نعمة الرب التي وهبنا إياها وهي البابا تواضروس فهو قدّيس عظيم يعيش في وسطنا فهو نفس تائبة حتى القداسة.بالرغم من أن حبرية البابا تواضروس لم تتخطى حاجز 8 سنوات، لكنها زاخرة بالتعليم والإرشادات الحية، فهو يدرك ان خدمته إلهية في طبيعتها ودوافعها.
مشاركة :