منذ اعتلاء البابا تواضروس الثانى سدة الكرسى المرقسى، جَعْل علاقته بالشعب، والإكيروس أب لهم، علاقة محبة وأُبـوَّة وليس سلطة، حتي بات مهمومًا بأحوال، وظروف وأمراض مستقبل شعبه وحياته الروحية وخلاص نفسه، حتي امتلأت روحه، خشوعًا، وحبًا، واتضاعًا، ومن يعرفه عن قرب يجده مشغولًا بحب الناس، بذلك أصبحت المحبة في سلوكه وأخلاقه، والتي ساعدته على تجاوز كل المحن والصعاب وعبر بالكنيسة منتصرا.الفنون كثيرة كلها تعبر عن مواهب الإنسان المتعددة، وأنعم الله على البابا تواضروس بنعمة فن الحياة المتمثل في فن الأبوة والذي يعد الأرقي والأسمي والأعلي فهي أعظم أسرار الحياة.وعندما سمح البابا تواضروس الثانى بإقامة صلوات التجنيز على جثمان الدكتور جورج حبيب بباوي، المدرس السابق بالكلية الإكليريكية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، داخل أحد الكنائس القبطية، فى إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، كما سمح من قبل بمناولة «بباوي» في شهر أغسطس الماضي، على يد كاهن قبطي، فهو يسير على خطي الأباء القديسون الذين نجحوا في تدبيرهم الروحي. والبابا تواضروس الثاني يستقي علمه وعمله ومعرفته من تعاليم المسيح فقط، فهو يعيش بروحه ويعمل بوصاياه، وأن جوهر خدمته الحقيقة هي توصيل الحياة الأبدية للمخدومين، بواسطة الأسرار المقدسة، والتي تعمل داخل النفس البشرية وفق الإرادة الإلهية فهو عمل فائق لطبيعة الإنسان.والبابا يؤمن الإيمان الحي، إيمان يصدق تصديقا كاملًا أن الله قادر أن يقيم من الأموات لذلك فهو لايستصعب رجوع خاطىء حتي لو كانت خطيته تساوي الموت نفسه.كما أن البابا تواضروس صاحب إيمان حي لايطيق أن يري الخطاة غير تائبين، ولا يتحمل أن يسكت أو يتخلي عن خدمته حتي لو هدد بالموت، فالمحبة المسيحية أقوي من الموت، لأنه راعي صالح يقود القطيع بحكمة ولا يتأفف من الضعفاء.والكثيرين منا يعتبرون أنفسهم رعاة مع أننا كلنا ضعاف، وكثيرون منا بالرغم من مظهر الصلاح الخارجي والتقوي وإتقان تمثيل القداسة، إلا أننا موتي بالخطايا والذنوب، وخراف جرباء في القطيع، أما مرضنا فهو أننا نحاول أن نتجاهل حالاتنا.
مشاركة :