فيما قالت إنها ستكون سبباً في كراهية المشاهدين للفنان السعودي تركي اليوسف في مسلسل «سوق الدماء» الذي يُعرض حالياً على قناة «mbc»، ثمنت الفنانة السعودية إلهام علي في حوار مع «الراي» مشاركتها للمرة الثالثة مع «سيدة الشاشة الخليجية» الفنانة حياة الفهد في مسلسلها الجديد «أم هارون»، بعدما التقتها من قبل في مسلسلي «ريحانة» و«مع حصة قلم»، كاشفة عن أن دورها في العمل الأخير يدور حول قصص كثيرة ومتشعبة وخطوط درامية متشابكة، مع نخبة من النجوم في الدراما الكويتية. علي، اعتبرت نفسها إنسانة مميزة، ليس على الصعيد الفني فحسب، بل على الصعيد الشخصي أيضاً، موضحة أنها تبحث عن الفن الحقيقي ولا تلهث خلف الشهرة، متطرقة إلى فيلمها الإنساني «مشاوير» الذي يضيء على مرضى التوحد والمتخلفين عقلياً، ملمحة إلى أن الفيلم أدخلها في دائرة الحزن والاكتئاب إزاء تعاملها مع من وصفتهم بـ«الملائكة البشرية». ● كيف جاءت مشاركتك في المسلسل الدرامي «أم هارون»؟- تم ترشيحي من قبل الفنانة القديرة حياة الفهد، وهذا يعتبر العمل الثالث الذي يجمعني بـ«سيدة الشاشة»، حيث التقينا للمرة الأولى من خلال مسلسل «ريحانة» في العام 2012، ثم في مسلسل «مع حصة قلم» العام 2018. وها نحن اليوم نلتقي مجدداً في مسلسل «أم هارون»، إنتاج العام 2020. ما زلتُ أتذكر أول لقاء بيننا، ولا أنسى حين قالت لي أنتِ فنانة وتستحقين الدعم والتشجيع، وبالفعل كانت «أم سوزان» أحد أهم الداعمين في مسيرتي الفنية. ● ما الشخصية المسندة إليك في العمل؟ - بما أنني لا أستطيع التصريح عن مضمون الدور، سأكتفي بالقول إن العمل قوته في مجموعته، وكلنا نكمل بعضنا، خصوصاً أن قصصنا مترابطة، وأنا واحدة من أفراد هذا العمل وعندي قصة ومن خلفها تدور ألف قصة.● ماذا يمثل لك التواجد مع «سيدة الشاشة» الفنانة القديرة حياة الفهد؟- سعيدة وفخورة جداً لأن «أم سوزان» تواصل تشجيعها ودعمها لي منذ بداياتي، وحتى يومنا هذا. لكن وفي الوقت نفسه لا يزال يعتريني شعور كبير بالخوف من هذه المسؤولية الملقاة على عاتقي، حيث أكون قلقة في العمل معها، لأنني أحرص على تقديم صورة الفنان الملتزم والخلوق والإنساني بدقة بالغة، حفاظاً على التاريخ العظيم لهذه السيدة، التي وبمجرد التفاتتها لفني ولشخصي أشعر بأني حصلت على تكريم مهم في مشواري، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية دائماً.● لا يخفى أن الكثير من شركات الإنتاج لم تعد تستقطب الفنانين الخليجيين في مسلسلات كويتية، وذلك من باب «الترشيد المالي»، فهل كان لهذا الأمر انعكاس سلبي عليكِ شخصياً خلال الفترة السابقة؟- لم أشعر بذلك على الإطلاق. في العام الماضي عرضت عليّ 3 أعمال كويتية، ولكن لعدم استطاعتي أداء البطولة فيها، اكتفيت بالظهور كضيفة شرف في إحداها وهو مسلسل «عذراء»، وذلك لالتزامي بأكثر من عمل سعودي، منها مسلسل «العاصوف» مع ناصر القصبي، وهذا يعني أنني لم أغب عن فريق العمل، باعتباري واحدة من بناتهم. وبالعودة إلى شركات الإنتاج الكويتية، فلا أنكر أن هناك مفاوضات مالية باتت تُجرى بيننا، ولكن في حدود المعقول بالنسبة إلى الطرفين. أيضاً، خلال هذا العام عُرض عليّ عملان كويتيان، فوافقت على الانضمام إلى أحدهما وهو مسلسل «أم هارون». ● بصراحة، هل تشعرين بأنك مميزة عن غيرك من الفنانات؟- بكل صدق أقولها نعم. دائماً ما أشعر بذلك، وأنا لا أتحدث على الصعيد الفني وحسب، فهناك فنانات رائعات ومنافسات كثر، ولكنني أتحدث على الصعيد الشخصي، فأنا باحثة عن فن حقيقي لا عن شهرة، إضافة إلى اجتهادي بالظهور كإنسانة حقيقية وبسيطة أمام الناس، لذلك أعتقد أنني مختلفة عن الكثير من الفنانات، وأجد نفسي في بعضهن الآخر، مثل الفنانات هيا عبدالسلام وشجون وهيفاء حسين ولولوة المُلا وغيرهن، فنحن متشابهات رغم اختلافاتنا.● حدثينا عن تجربتك في مسلسل «سوق الدماء» وكيف كانت أصداء دورك في العمل؟- سعيدة جداً بردات الفعل، فهذا الدور مختلف تماماً عمّا قدمته في السابق، فأنا تحديت العمر المرشح للشخصية وجسدت دور امرأة في أواخر العقد الرابع من عمرها، ولديها ابن في مطلع العشرينات. بما أننا لا نزال في بداية العرض، سأقول انتظروني في الآتي من الحلقات، فهناك نقلة كبيرة في الشخصية، وسيزداد تفاعل الجمهور وتعاطفه معي في العمل، وفي المقابل سيكرهون الفنان تركي اليوسف بسببي.● قدمت أخيراً تجربة سينمائية في إطار إنساني، من خلال فيلم «مشاوير»، الذي يحاكي المصابين بالتوحد، فكيف تصفين التجربة؟ - سبق وقدمت سلسلة من الأفلام، وكان آخرها فيلم «مشاوير». بصراحة هذا الفيلم أدخلني في حالة من الاكتئاب والحزن، حيث قمت بأكثر من زيارة لعائلات الأطفال المرضى، إلى جانب زياراتي لمراكز التأهيل، وكان ذلك قبل البدء في تصوير الفيلم، كي أستطيع فهم إحساس الشخصيات التي سأتعامل معها، غير أنني صُعقت بما رأيته، حين شاهدت عالماً آخر لم أعرفه في السابق، كما شعرتُ بخجل شديد عندما وجدت أن مشاكلي الشخصية بسيطة مقارنة بالمشاكل التي يكابدها هؤلاء الأطفال، فقد تمنيت أن أمتلك ثروة هائلة لكي أصنع لهم مدينة خاصة، لمن أطلقت عليهم مسمى «الملائكة البشرية». ● رغم أنه لم يمض على مشوارك الفني سوى 7 سنوات فقط، إلا أن النجومية التي حققتها فاقت تلك السنين، فهل للحظ دور في ذلك؟ - للعلم أنا بدأت مشواري الفني في العام 2011 أي قبل 9 سنوات، وذلك مِن خلال سلسلة أعمال بحرينية، على غرار «حنين السهارى»، «خف علينا» و«برايحنا». وبعد حصولي على إحدى الجوائز الفنية، تم ترشيحي لمسلسل «ريحانة» في العام 2012 وهنا كانت انطلاقتي الحقيقية. ومع ذلك، فأنا ما زلت أشعر بأن خطواتي بطيئة جداً، ولكنني سعيدة، لأن الطعام يكون أجمل حين ينضج على نار هادئة، ولا أرغب في الظهور سريعاً كي لا أقع بسرعة، فأنا أسعى جاهدة لكي أصنع لنفسي تاريخاً مشرفاً، وهو ما يدفعني إلى المثابرة والإصرار والتأني في الاختيار. صحيح أنني صرت مشهورة والناس باتوا يعرفونني، إلا أنني لم أصل إلى النجومية المطلوبة لغاية الآن، فضلاً عن أن هدفي الأساسي هو تقديم الفن الحقيقي وليس اللهث وراء الشهرة.● كم عدد الجوائز التي حصلت عليها، وما هي الجائزة الأقرب إلى نفسك؟- حصلت على العديد من الجوائز في المسرح، والكثير من الألقاب والشهادات في التلفزيون، وجميعها أسعدتني وممتنة لذلك. أما اليوم، فأنا أنتظر المنافسة في السينما. وأرى أن الجائزة الأقرب إلى قلبي هي «عائلة إلهام الفنية»، وقد يعتقد البعض أنها مجاملة، ولكنني صدقاً لا تعنيني الألقاب أو الجوائز، بل الأهم عندي هو لحظة وقوفي أمام أمهات وأطفال وإخوة يبدأون في سرد مشاعرهم تجاهي، حينئذٍ سأعلم أنني بدأت في الحصول على التكريم والجائزة الحقيقية. ● هل ستطل إلهام علي في العام 2020 بشكل مغاير عمّا رأيناه في السابق؟- لا أعتقد أنني سأكون مختلفة عن السابق، ولربما أكون أكثر تطوراً، فالخبرة الفنية ستلعب دوراً مهماً بكل تأكيد، ولكن لا أستطيع الكذب بالقول إنني سأقدم شيئاً مختلفاً، لأننا ما زلنا في إطار واحد من الأعمال والقصص. نعم، سيراني الناس في أعمال جيدة جداً وقد تنال استحسانهم. أما على الصعيد الشخصي، فقد أصبحت عنيدة، ولم أعد أقبل بما يعرض عليّ بسهولة، إلا في حال اقتناعي التام بالعرض المقدم إليّ.
مشاركة :