رغم استمرار تبادل الاتهامات بين قوات «الجيش الوطني» و«الميليشيات» الموالية لحكومة «الوفاق» بشأن خرق الهدنة السارية منذ الأحد الماضي، بدا أن الطرفين حريصان على استمرارها، ولم يعلن أي منهما، أمس، التخلي عن التهدئة.وفي حين أخفقت، حتى مساء أمس، المفاوضات التي ترعاها وتستضيفها موسكو بحضور تركي، في توقيع اتفاق بين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج، قال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن «مقترح إرسال قوات حفظ سلام إلى ليبيا سواء دولية أو غربية، مرفوض جملةً وتفصيلاً».وأشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن «احتمال إرسال قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا لن يقبل الجيش به أو بأي قوات أجنبية أخرى».وقال المسؤول الرفيع في الجيش الليبي إن «كل الأفكار (المتعلقة بارسال قوات سلام أجنبية) مرفوضة»، لكنه لفت في المقابل إلى أنه «قد يتم تمديد مهلة الهدنة ووقف إطلاق النار مع اقتراب انعقاد مؤتمر برلين الدولي الذي تستضيفه ألمانيا برعاية الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية». واتهم المسؤول مجدداً «الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج بمواصلة خرقها الهدنة في عدة محاور للقتال داخل وحول العاصمة طرابلس»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش ملتزمة بتعليمات حفتر بشأن الهدنة وفي انتظار أي تعليمات جديدة أو إضافية» على حد تعبيره. وأضاف «تم إحالة الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات إلى الجهات المختصة، وقواتنا في مواقعها تحسبا لأي طارئ».من جهتها أعلنت إدارة عملية «بركان الغضب» التي تشنها «الميليشيات» الموالية لحكومة السراج أنها رصدت ما وصفته بـ«خروقات متكررة لوقف إطلاق النار من قوات الجيش في محوري الرملة وصلاح الدين بالعاصمة طرابلس». وبعدما تحدثت عن «رصد تحركات واستمرار التحشيد لقوات الجيش»، حذّرت من «مخاطر انهيار وقف إطلاق النار».واعتبرت «بركان الغضب» أن قواتها «ملتزمة بالهدنة منذ إعلانها تنفيذاً لتعليمات قيادتها».وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، في تقرير أمس، أن «3 عناصر من المرتزقة» ضمن فصائل ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للحكومة التركية، قُتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا، موضحاً أن القتلى الجدد ينتمون إلى فصيل «الحمزات». وتحدث «المرصد» الحقوقي عن معلومات «عن قتلى آخرين». لكنه أوضح أن العدد الإجمالي للقتلى جراء العمليات العسكرية في ليبيا ارتفع إلى 14 مقاتلاً من فصائل «لواء المعتصم» و«فرقة السلطان مراد» و«لواء صقور الشمال» و«الحمزات»، وكلها فصائل سورية موالية لتركيا. وتابع «المرصد» أن معلوماته تؤكد أيضاً أن تلك الفصائل الموالية لتركيا «تنفذ عمليات إعدام ميدانية بحق الأسرى الذين سقطوا في قبضتها خلال المعارك التي جرت قرب العاصمة الليبية».وأشار تقرير «المرصد» أيضاً إلى «خروج دفعة جديدة من المقاتلين المرتزقة إلى تركيا ويقدر عددهم بنحو 100 مقاتل، استعداداً لنقلهم إلى ليبيا قريباً».
مشاركة :