غداة تصاعد الحراك الشعبي في «يوم الغضب»، ما أقلق السياسيّين، أظهرت الاتصالات على خطّ التأليف الحكومي في لبنان أجواء تميل إلى الإيجابيّة، في حين شاعت معلومات عن اتفاق على حكومة تصدر مراسيمها خلال أيام. وفي سباق محتدم مع الزمن لتسريع لحظة ولادة حكومته «التكنوقراطيّة»، يبدو رئيس الوزراء المكلّف حسّان دياب مستعجلاً تثبيت قدميه على أرضيّة السراي، فيما لكلّ فريق من قوى السلطة حساباته ورؤيته الخاصة إلى الحكومة العتيدة. وفي المحصلة، فإنّ الحكومة لا تولد إلا حين يتوجه الأمين العام لمجلس الوزراء إلى قصر بعبدا ويتلو مرسوم تشكيل الحكومة. رسالة ميدانيّة وعادت الحرارة إلى خطوط التواصل بين المعنيّين، غداة بدء «أسبوع الغضب»، أول من أمس، حيث انتفض الشارع معلناً سقوط الآجال والمهل التي منحها الشعب للسلطة، فكانت الرسالة الميدانيّة المدويّة في «ثلاثاء الغضب» بمثابة إنذار أخير باغت أهل الحكم وأعادهم إلى مربّع أزمتهم الأولى. والحال أنّ التصعيد الواسع رسم ملامح اندفاع قوي نحو إرغام السلطة والقوى الداعمة لتكليف حسّان دياب تأليف الحكومة الجديدة على اجتراح محاولات جديدة للخروج من مأزق انقلابها على هذا التكليف. خصوصاً بعدما سقطت كلّ البدائل التي كان تحالف العهد و«قوى 8 آذار» يبحث عنها لاستبدال دياب بآخر، وبعدما اتخذ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قراراً استراتيجياً ثابتاً بعدم القبول بأيّ مفاوضات تهدف إلى إعادة تكليفه وفق القواعد التي كان رفضها سابقاً. تنظيم صفوف وتحت ضغط الشارع، أعادت قوى الائتلاف الحكومي حساباتها وتنظيم صفوفها بشكل انعكس انضباطاً ممنهجاً خلف تشكيلة حسّان دياب، تمهيداً لإخراجها من عنق الزجاجة وإخضاع تركيبتها وحصصها إلى عملية «إعادة تدوير» تتماشى مع ضرورات المرحلة، ما قد يفتح كوّة واسعة في جدار التصلّب في المواقف، قد «ينفد» منها دياب نحو جلسة الثقة البرلمانيّة، بعد توقيع مراسيم التأليف. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :