إسلام عوض يكتب..قابوس حي فى قلوب العرب والمصريين

  • 1/17/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كلما بدأت التفكير فى موضوع مقال هذا الأسبوع وأخذت أمسك بقلمى كى أبدأ ، وجدت صورة هذا الزعيم العربى الأصيل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذى رحل عن عالمنا بعد أن تعلقنا به وأثر فينا أمام عيني لا تفارقنى ، فأنا لم تكن تربطنى أى علاقة مباشرة بالسلطنة أو سفارتها بمصر ، ولكن إرتباطى وعشقى لهذا الزعيم جاء نتيجة وفاءه وإخلاصه لبلده ووطنه العربي والعالم الإسلامى .الزعيم الراحل السلطان قابوس بن سعيد هو مؤسس الدولة العمانية الحديثة التى أطلق عليها الدولة البيضاء .وعندما تولى السلطان قابوس الحكم بالسلطنة بدأ عصر النهضة فى عمان حيث قام بتنفيذ مشروعات قومية كبيرة بعمان فى كافة المجالات " التعليم والثقافة والصحة والسياحة والرياضة " .فلن ينسى العالم نجاحة فى مشروع شق الجبال التى كانت تحيط بمسقط الذى أبهر العالم أجمع وحصلت حينها مسقط على المركز الأول كأجمل عواصم الدول العربية ، كذلك قيامه بإنشاء أول دار أوبرا بالخليج وهى دار الأوبرا السلطانية بمسقط و كذلك تدشين موسوعة الأسماء العربية فهو من جعل عمان قبلة ثقافية عالمية .أما على مستوى إهتمامه بالتعليم فيجب أن نذكر أنه عند توليه مقاليد الحكم كانت سلطنة عمان بها ثلاث مدارس للتعليم الأساسى فقط ، وهو من قام بإحداث نقله نوعية فى نشر التعليم بعمان ونجح فى خفض نسبة الأمية بعمان من ٦٦% إلى أدنى مستوى لها فى منطقة الخليج .وهو أيضآ صاحب إستراتيجية الخطط الخمسية المتوالية لتطوير السلطنة بأيدى عمانية وأموال عمانية .أما على صعيد السياسة الخارجية ومواقفة التى لن ينساها العالم فقد إتبع سياسة مستقلة متوازنة وتجنب التورط فى أى نزاعات بالمنطقة وتبنى رسالة السلام التى عبرت عن شخصيته ، وهو ما جعل من موافقة العظيمة مصدرآ لفخر الشعب العمانى .فلن ينسى المصريون له موقفة المبدئي من مقاطعة الدول العربية لمصر والتى أعقبت توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، حيث رفض تمامآ مقاطعة مصر كما أسهم في عودة العلاقات المصرية العربية بعد سنوات من المقاطعة .ولن ينسى أيضآ المصريون أبدآ موقفة أثناء حرب أكتوبر المجيدة حيث أمر بإستقطاع ربع رواتب العمانيين وتحويلها إلى مصر دعما لجيشها العظيم أثناء الحرب .فأياديه البيضاء كانت تطال دائمآ كل عمل نافع للإنسانية منها على سبيل المثال منح مصر وديعة دائمة يساعد عائدها فى توفير بعض متطلبات القطاع الصحي فى مصر ودعمه الدائم للإزهر الشريف ودعم الدول الفقيرة فى أفريقيا التى لم يغفلها .سيذكر العالم كيف رعت سلطنة عمان المحادثات الصعبة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٣ و التى تمخض عنها الإتفاق النووى بين إيران ومجموعة ٥ + ١ لوقف طموحات إيران في إنتاج أسلحة نووية. لذلك لم يكن غريبا أن يتخذ الرئيس الزعيم عبدالفتاح السيسى قرارآ بإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام على رحيل جلالة السلطان قابوس بن سعيد وتبعه فى ذلك أكثر من دولة عربية عرفانآ بمواقف الراحل الثابتة .السلطان قابوس هو رجل سلام تولى الحكم في سلام وعاش فى سلام ورحل عن عالمنا فى سلام .رحم الله فقيد الأمة الإسلامية

مشاركة :