قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام إن نهاية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ستكون فى ليبيا، وعلى تخوم عاصمتها طرابلس، حيث المعقل الأخير للجماعات الإرهابية التى تسيطر على العاصمة، فرغم ضجيج أردوغان، والإعلان عن إرسال أسلحة وقوات تركية، وشحن أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب من شمال سوريا إلى ليبيا لمساعدة الجماعات الإرهابية بقيادة جماعة الإخوان فى طرابلس، فإن كل تلك القوات لم تتمكن من وقف زحف الجيش الليبى بقيادة خليفة حفتر لتحرير العاصمة الليبية، حيث تمكنت من دحرهم فى مدينة سرت شرق طرابلس بكل سهولة، وتقلصت المساحة التى تسيطر عليها تلك الجماعات إلى أقل من 5% من مساحة ليبيا، وهى غير قادرة على الاستمرار فى احتلال طرابلس لأسباب كثيرة، من بينها ضيق سكان طرابلس من حكم تلك العصابات المسلحة، التى تتناحر وتتنافس على فرض سطوتها على ضاحية أو منطقة، وتستولى على الممتلكات العامة والخاصة، وتعيث فسادا فى كل مكان، حتى إن أى مظاهرة للسكان، تخرج للمطالبة بطردهم، يطلقون عليها النار، وفى ظل هذا الرعب لا يمكن لسكان العاصمة أن يصمتوا على تلك العصابات المسلحة أو يتوقفوا عن مقاومتها، رغم كل أنواع القهر والتخويف التى تمارسها تلك الجماعات باسم الإسلام، وخرافة إقامة خلافة إسلامية بقيادة أردوغان، الذى فضح أهدافه عندما أجرى اتفاقا مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج حول الحدود البحرية، وهو اتفاق فاسد تماما، ولا يمكن أن تكون له أى قيمة قانونية، فالسراج لا يحق له ترسيم الحدود البحرية لليبيا، ولا أردوغان له حق السيطرة على المياه الإقليمية والدولية الممتدة من تركيا حتى ليبيا، وكأن البحر المتوسط إرث للدولة العثمانية، وهو ما تردد على ألسنة عدد من القيادات التركية عن الحقوق العثمانية التاريخية فى ليبيا والمنطقة.وأضاف "ثابت"، فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "الأهرام" أنها أوهام السلطنة القديمة التى أراد أردوغان ممارسة الخداع بها، والترويج لها، لأن غزو أجداده لبلادنا يعطيه الحق فى أن يرث أراضينا، ويستولى على ثروات شعوبنا، ويستخدم دعاة الجهل والتخلف لتمكين أردوغان من تحقيق أهدافه الاستعمارية التى أعلن عنها جهرا. أما أكبر جريمة يرتكبها أردوغان أمام أعين العالم فهى نقل المرتزقة المهزومين فى سوريا ليحاربوا الشعب الليبى، وهذه جريمة بشعة. فأردوغان يدير شبكة من المرتزقة متعددة الجنسيات، وهذا يضعه تحت طائلة القانون الدولى، ويمكن محاكمته بوصفه مجرم حرب، كما تكشف خشية أردوغان من الهزيمة المحققة فى ليبيا، ليقول إن قواته لم تفعل شيئا سوى التدريب والتسليح، ويحاول أن يتبرأ من الهزيمة أمام الشعب التركى، وعندما تسقط أوهامه سوف يتحرك الأتراك لمحاكمته، أو على الأقل الإطاحة به فى الانتخابات المقبلة، فهو يدرك أن شعبيته تراجعت، وحزبه يتمزق، ويفقد كل أصدقائه، وتتنامى المعارضة لحكمه داخل وخارج حزب العدالة والتنمية الذى يقوده، والذى خرج منه أهم وأكبر قادته، وتركوه ليغرق بما تبقى من حزبه المتداعي.إلى نص المقال:نهاية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ستكون فى ليبيا، وعلى تخوم عاصمتها طرابلس، حيث المعقل الأخير للجماعات الإرهابية التى تسيطر على العاصمة، فرغم ضجيج أردوغان، والإعلان عن إرسال أسلحة وقوات تركية، وشحن أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب من شمال سوريا إلى ليبيا لمساعدة الجماعات الإرهابية بقيادة جماعة الإخوان فى طرابلس، فإن كل تلك القوات لم تتمكن من وقف زحف الجيش الليبى بقيادة خليفة حفتر لتحرير العاصمة الليبية، حيث تمكنت من دحرهم فى مدينة سرت شرق طرابلس بكل سهولة، وتقلصت المساحة التى تسيطر عليها تلك الجماعات إلى أقل من 5% من مساحة ليبيا، وهى غير قادرة على الاستمرار فى احتلال طرابلس لأسباب كثيرة، من بينها ضيق سكان طرابلس من حكم تلك العصابات المسلحة، التى تتناحر وتتنافس على فرض سطوتها على ضاحية أو منطقة، وتستولى على الممتلكات العامة والخاصة، وتعيث فسادا فى كل مكان، حتى إن أى مظاهرة للسكان، تخرج للمطالبة بطردهم، يطلقون عليها النار، وفى ظل هذا الرعب لا يمكن لسكان العاصمة أن يصمتوا على تلك العصابات المسلحة أو يتوقفوا عن مقاومتها، رغم كل أنواع القهر والتخويف التى تمارسها تلك الجماعات باسم الإسلام، وخرافة إقامة خلافة إسلامية بقيادة أردوغان، الذى فضح أهدافه عندما أجرى اتفاقا مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج حول الحدود البحرية، وهو اتفاق فاسد تماما، ولا يمكن أن تكون له أى قيمة قانونية، فالسراج لا يحق له ترسيم الحدود البحرية لليبيا، ولا أردوغان له حق السيطرة على المياه الإقليمية والدولية الممتدة من تركيا حتى ليبيا، وكأن البحر المتوسط إرث للدولة العثمانية، وهو ما تردد على ألسنة عدد من القيادات التركية عن الحقوق العثمانية التاريخية فى ليبيا والمنطقة. إنها أوهام السلطنة القديمة التى أراد أردوغان ممارسة الخداع بها، والترويج لها، لأن غزو أجداده لبلادنا يعطيه الحق فى أن يرث أراضينا، ويستولى على ثروات شعوبنا، ويستخدم دعاة الجهل والتخلف لتمكين أردوغان من تحقيق أهدافه الاستعمارية التى أعلن عنها جهرا. أما أكبر جريمة يرتكبها أردوغان أمام أعين العالم فهى نقل المرتزقة المهزومين فى سوريا ليحاربوا الشعب الليبى، وهذه جريمة بشعة. فأردوغان يدير شبكة من المرتزقة متعددة الجنسيات، وهذا يضعه تحت طائلة القانون الدولى، ويمكن محاكمته بوصفه مجرم حرب، كما تكشف خشية أردوغان من الهزيمة المحققة فى ليبيا، ليقول إن قواته لم تفعل شيئا سوى التدريب والتسليح، ويحاول أن يتبرأ من الهزيمة أمام الشعب التركى، وعندما تسقط أوهامه سوف يتحرك الأتراك لمحاكمته، أو على الأقل الإطاحة به فى الانتخابات المقبلة، فهو يدرك أن شعبيته تراجعت، وحزبه يتمزق، ويفقد كل أصدقائه، وتتنامى المعارضة لحكمه داخل وخارج حزب العدالة والتنمية الذى يقوده، والذى خرج منه أهم وأكبر قادته، وتركوه ليغرق بما تبقى من حزبه المتداعي.إن أردوغان يريد إنقاذ حكمه بمغامرة جديدة فى ليبيا، فرص نجاحها معدومة، لكنه يصدق أوهامه وأكاذيبه، لهذا دخل مرحلة الهذيان والانفصال عن الواقع، حتى إنه طلب من روسيا التدخل للوساطة، والتوصل إلى حل يحقق بعضا من أطماعه، لكن ما طلبه أردوغان يؤكد أنه يهذى، ويتحدث وكأنه المنتصر أو القادر على احتلال ليبيا ومياه البحر المتوسط، التى يطمع فى ثرواتها، خاصة مع ظهور احتياطيات ضخمة من الغاز، وخاب أمله فى العثور على أثر للغاز قرب الشواطئ التركية، فأراد أن يجد له نصيبا من غاز الدول المحيطة ولو بالبلطجة، وأعد خرائط لا قيمة لها، ويدعى أنها أصبحت ملكا له، وشطب منها حقوق دولتين بأكملها، هما قبرص واليونان، إلى جانب ما يقتطعه من مياه ليبيا.لم يطلب أردوغان وساطة روسيا إلا لأنه يدرك تماما أن هزيمته وشيكة، وإلا كان قد حاول السيطرة على مساحات أوسع من ليبيا، أو التحرك ناحية حقول النفط، وحاولت الخارجية الروسية الوصول إلى اتفاق، وذهب خليفة حفتر قائد الجيش الليبى إلى التفاوض غير المباشر بدافع إنسانى، وهو تجنيب العاصمة أى قدر من الدمار والخسائر بين المدنيين، وهو ما يستغله أردوغان ومرتزقته، الذين لا يهمهم ما يلحق بالشعوب من خراب ودمار، والكثير من مدن سوريا والعراق شاهدة على ما فعله أردوغان وجنوده الذين جاء بهم من مختلف بقاع الأرض، ليستخدمهم باسم دولة الخلافة الإسلامية الوهمية ليحقق أطماعه الشخصية، ويظهر أمام الأتراك وكأنه حقق انتصارا يزهو به فى الانتخابات المقبلة، ويخفف من وطأة هزائمه فى سوريا والعراق، لكنه يلقى الهزائم كل يوم على مختلف الجبهات، بعد أن كان يدعى أنه سيدخل دمشق ويصلى فى المسجد الأموى، ويدخل الموصل ويستولى على نفط كركوك فى العراق.لا أعتقد أن روسيا التى تصدت لأوهام أردوغان فى سوريا يمكن أن تقف إلى جانبه فى ليبيا، فالورطة التركية فى ليبيا أكثر وضوحا، ولا يوجد لأردوغان مبرر لغزوها مثلما فعل فى سوريا والعراق، والادعاء أن خطر الأكراد هو الدافع لتدخله هناك، وأن أكراد سوريا والعراق سيشجعون أكراد تركيا على الانفصال، فلا يوجد أكراد فى ليبيا، ولا أى حجج يمكن أن يقبلها عقل، فلا توجد حدود مشتركة، ويفصل بينهما أحد أكبر بحار العالم، ولا تشكل ليبيا أى تهديد لتركيا من أى نوع، ولا يوجد حتى أقلية تركمانية فى ليبيا، لا مبرر إلا الأطماع الأردوغانية، والعقلية العثمانية المتغطرسة التى تسببت فى الهزائم المتوالية. أما مصر فلها روابط تاريخية قوية بالشعب الليبى، ومصاهرات وقبائل مشتركة وعلاقات أخوة عميقة، وحدود طويلة مشتركة، وما يهدد أمن ليبيا يهدد أمننا القومى، وشارك الليبيون إلى جانبنا فى حرب أكتوبر، واختلطت دماؤنا فى الحرب على الإرهاب، بينما أردوغان وجنوده مجرد مرتزقة وغرباء، ومعظمهم لا يعرف اللغة العربية.إن الموقف العسكرى للجيش الليبى قوى للغاية، ويمكن أن يحكم الحصار على طرابلس، وعندئذ لن يكون أمام مرتزقة أردوغان سوى الاستسلام، ولن يجنى أردوغان سوى الهزيمة المريرة التى لن تطيح فقط بأوهامه فى نهب ثروات ليبيا وغاز البحر المتوسط، بل ستسقطه وحزبه من قيادة تركيا.
مشاركة :