هل تبقى في الشركة نفسها طيلة حياتك؟ «1من 2»

  • 1/19/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حكاية ثلاثة تنفيذيين اختاروا بإرادتهم قضاء معظم، إن لم يكن أغلب، حياتهم المهنية في الشركة نفسها. نتساءل في بعض الأحيان بصفتنا خبراء في التغيير الجذري في الحياة المهنية: ماذا عن أولئك الذين يبقون في وظيفتهم طيلة حياتهم المهنية؟ هل يمتلكون حرية الاختيار؟ هل يحدث ذلك من باب الحظ؟ باعتبار أن القليل من المهن يمكن اليوم أن يمارسها الشخص مدى الحياة؟ للإجابة عن تلك التساؤلات نظرنا في التنفيذيين الذين عملوا في شركة واحدة طوال حياتهم المهنية. ما دافعهم؟ ولماذا اختاروا البقاء كذلك؟ آمادو، من عائلة DHL عندما التحق آمادو ببرنامج الدراسات العليا في عمر 25 عاما، كان يمتلك بالفعل 20 عاما من الخبرة معظمها بدوام كامل. باعتباره الطفل الأكبر لتسعة من الإخوة والأخوات لعائلة في السنغال، ساعد والده في إدارة متجر أحذية "باتا" عقب المدرسة منذ كان في السادسة، وكان حريصا على الحصول على درجات ممتازة في المدرسة. كان يدير المتجر بمفرده في عمر 12 عاما، كون والده افتتح فروعا جديدة في عدة مدن. توسعت أعمال العائلة عندما كان في الـ17، لتتضمن فندقا كان عليه أن يعمل فيه بدوام كامل حتى في أوقات العطلات. لم يكن آمادو يشتكي من هذا الروتين وكان ينظر إليه على أنه جزء من حياته. انتقل آمادو إلى لندن عقب إنهائه المرحلة الثانوية بهدف تحسين مهارته في اللغة الإنجليزية. وعلى الرغم من حصوله على منحة دراسية كان يعمل ليلا في فندق بدوام كامل، كونه يوفر له مكانا جيدا للدراسة والحصول على وجبة ومكان لائق، وكان يجد ذلك مثاليا. سرعان ما اكتسب آمادو عدة مؤهلات بما في ذلك الماجستير في إدارة الأعمال. انتقل بعدها إلى تونس وعمل في المالية في شركة Club Med بدوام نهاري كمراقب مالي، وفي الليل كان يعمل مغنيا. وجد عند عودته إلى أوروبا عملا في شركة نقل ألمانية، واستطاع إتقان اللغة بسرعة. أصبح في عمر 27 عاما الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في الشركة. في عام 1996 سعت شركة الشحن Nedlloyd خلف آمادو، واستطاع بفضل مهارته وذكائه أن ينجو من عملية الدمج التي جعلته جزءا من إمبراطورية DHL، وأن يلعب دورا مهما في إدارة الشركة بشكل ناجح. يدعو آمادو ذلك ضربة حظ موفقة. في النهاية انضم إلى المكتب الرئيس في DHL، وتولى مهام زيادة أعمال الشركة حول العالم. يشغل آمادو اليوم منصب الرئيس التنفيذي في الشركة عن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. كيف استطاع آمادو الحفاظ على شغفه كل تلك الأعوام؟ يعزو ذلك لشعوره بالامتنان والواجب تجاه الشركة التي آمنت به عندما كان مجرد مهاجر لا يتقن بعد الألمانية. إضافة إلى ذلك يرى أن طفولته القاسية كان لها دور أيضا، وأنها ساعدته على تكوين شخصيته. يشعر آمادو اليوم أنه لا يمكن لشيء أن يحل مكان عائلته في DHL، والصداقات الكثيرة التي نجح في تكوينها حول العالم. رغم أنه كان يعاني لحظات إحباط، يقول آمادو "الصبر ينتصر في النهاية". تتماشى قيمه ومبادئه مع شركته. ويوجه نصيحة للشباب بأن يعملوا بالمثل. عوضا عن أن تكون متطلبا من رب عملك، تعلم اغتنام الفرص. كن منفتحا على تعلم وعيش ثقافات ودول مختلفة، لأنك ستحصل بالمقابل على شيء أكثر قيمة مما تتقاضاه جراء عملك. آنا من شركة Swire كانت آنا شغوفة بالخيول منذ نشأتها، ما ألهمها أن تصبح شرطية خيالة. وكون والدها في الجيش، تنقلت عائلتها حول العالم. وعندما توقفت آنا عن الدراسة لمدة عام، ذهبت عائلتها إلى طوكيو، فكانت تستيقظ كل صباح على منظر رائع، وكان يطل على بناء يحمل شعار Swire. تعرفت آنا على بعض موظفي Swire، ووجدت أسلوب حياتهم الذي ينطوي على التغيير بشكل دائم سواء من ناحية الموقع أو الشركة أو المهمة التي يقومون بها أمرا لافتا. لم تكن Swire منفتحة في ذلك الوقت على قبول مرشحة في برنامجها التدريبي. لكن ذلك لم يردع آنا، وكان هدفها الوحيد خلال دراستها الجامعية هو الانضمام إلى هذا البرنامج. لحسن حظها، مهدت إحدى المؤلفات الطريق لها بأن تصبح أول متدربة في ذلك البرنامج. حصلت آنا في 1990 على مكان لها في البرنامج. فكون Swire شركة عريقة تأسست منذ نحو 200 عام، كانت ترغب في توظيف أشخاص من المفترض أنهم سيبقون معها مدى الحياة، وتلبية نداء العمل عن طيب خاطر. بدأت آنا العمل في شركة الطيران "كاثي باسيفيك" التابعة للمجموعة. وأصبحت في 2007، المديرة العامة لجنوب شرق آسيا. تقول آنا: "لم أمانع فكرة الانتقال أو القيام بالمهمة التي تنسب إلي، طالما كنت أتعلم وأستكشف وأستمتع وليس لدي شيء يمنعني من القيام بذلك". لاحقا ومع شعورها بعدم الراحة قليلا، استطاعت تخفيف حدة قلقها من خلال توليها دورا غير تنفيذي وتطوعي، وتقديم خدماتها لمشاريع استراتيجية في المؤسسة. في النهاية أصبحت مديرة العمليات في شركة الطيران Air Hong Kong، وهي شركة لها شراكة مع Swire...

مشاركة :