معركة خلافة خامنئي تشتعل في إيران

  • 1/25/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الحرس الثوري سيسيطر على البلاد.. ونـجـل المرشد أبرز المرشحينذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن معركة اشتعلت في إيران وتصاعدت الصراعات داخل أروقة النظام الإيراني بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني حول اختيار خليفة للمرشد الحالي علي خامنئي الذي تجاوز الثمانين من عمره، وهو قرار من شأنه أن يحدد مصير الدولة الإيرانية.وأورد تقرير الصحيفة أن المتشددين في إيران يعتقدون أن لهم اليد العليا في عملية اختيار خليفة لخامنئي بعد وفاته، إذ يرى المتشددون أن الأحداث الأخيرة تؤكد الحاجة إلى زعيم براجماتي مستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة بحسب الصحيفة.ووفقا للصحيفة فإن عملية الاختيار تعتمد على كفة ميزان القوة في ذلك الوقت داخل إيران، وقد أشارت إلى أنه حاليا يميل أكثر لصالح الحرس الثوري وأنصارهم من المتشددين، وخاصة أن الحرس الثوري ليس مجرد قوة عسكرية، فالسياسيون المقربون منه موجودون في مؤسسات مختلفة مثل مكتب القائد الأعلى والبرلمان والقضاء، إلى جانب سيطرته على أذرع في قطاعات الاتصالات، والتجارة، والبتروكيماويات، والثقافة بإنتاج الأفلام والوثائقيات، وجهاز استخبارات مخيف مسؤول عن سجن الناشطين المؤيدين للديمقراطية والمواطنين ذوي الجنسية المزدوجة المتهمين بالتجسس.وقال مسؤول من النظام للصحيفة: «عندما يموت خامنئي سيتولى الحرس الثوري السيطرة بالكامل على البلاد ليتمكن مجلس الخبراء من اختيار قائد، وفي ذلك اليوم، سيكون الحرس الثوري القوة العليا للتأثير على الاختيار، وكبح أي أزمة محتملة، والأهم من ذلك الحفاظ على وحدة أراضي البلاد»، بحسب التقرير.ويعتقد بعض المراقبين السياسيين أن المرشح الناجح لخلافة خامنئي سيحتاج إلى أن يكون شابا متشددا له دوافع آيديولوجية، وخاصة أنه لم تتم مناقشة مسألة المتنافسين المحتملين لخامنئي بشكل علني، لكن على انفراد تكثر التكهنات حول من هي الشخصية التي يفضلها الحرس الثوري.المرشد المقبلالتكهنات تشير إلى أنه «علي مجتبى» نجل خامنئي البالغ من العمر 51 عاما والذي يواصل الدراسة الدينية المتقدمة في الحوزة الدينية في قم، ما يمنحه مكانة رجل دين رفيع المستوى ضروري لدور القائد الأعلى. ويقول أحد أقاربه -بحسب الصحيفة- إن «مجتبى يمتلك عقلية مماثلة لأبيه ولديه نظرة ثاقبة في القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية».والمرشح المحتمل الآخر هو إبراهيم رئيسي رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2017 لصالح روحاني، ويتم المفاضلة بين المرشحين المحتملين بعد موت خامنئي في مدينة قم، إذ لعبت الحوزة الدينية هناك دورا حيويا في انتصار الثورة في عام 1979 وهي الآن تعد ثاني أهم مؤسسة بعد الحرس الثوري.لكن مع ذلك فإن كبار رجال الدين في مدينة قم يعدون كبارا في السن، من أبرزهم حسين وحيد خراساني (99 عاما) الذي يعد أكبر رجال الدين منزلة، وكذلك هناك آخرون مثل لطف الله صافي كلبايجياني (100 عام)، وحسين نوري حمداني (94 عاما)، وناصر مكارم الشيرازي (92 عاما)، وموسى الشبيري زنجاني (91 عاما).وتقول الصحيفة إن الحرس الثوري مصمم على أن يكون المؤسسة الآيديولوجية والسياسية المركزية التي يمكن أن تختار الزعيم الديني التالي لحكم إيران وتوسيع نفوذها خارج الحدود باتجاه العراق.وقال أحد المقربين من المرشد: «لا يمكن للبلاد أن تتحمل المخاطرة بفترة من التجربة والخطأ من قائد عديم الخبرة». ويرجح المتشددون اختيار الزعيم الجديد من قبل كبار رجال الدين في مجلس الخبراء، وهو الهيئة التي عهد لها الدستور بتعيين وعزل قائد الثورة في إيران، وهو ما يرفضه الإصلاحيون الذين يؤكدون أن اعتماد المرشد يحتاج إلى شرعية عامة تتجلى في انتخابات وطنية.

مشاركة :