طلعت القاضي يكتب: نادي المائة بين العظماء والترميم

  • 1/26/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ زمن قريب كانت تعيش الكرة المصرية حالة من الانتعاشة في مركز المهاجمين ، بل والحيرة كانت تنتاب المديرين الفنيين سواء للمنتخبات أو الأندية من وفرة رؤوس الحربة المميزين ، بات الهداف الآن بمثابة عملة نادرة في ملاعبنا المصرية، يأتي ذلك الخمول التهديفي تزامنًا مع احتفال الكرة المصرية بدخول لاعب الى نادي المائة هدف وهو "عبدالله السعيد" صانع العاب نادي بيراميدز ، وكل التقدير للنجم عبدالله السعيد صاحب العزيمة والإصرار والطموح، وكل التهاني له على وضع اسمه وسط أساطير هدافي كرة القدم المصرية، خاصة أنه يلعب بمركز صانع العاب وليس مهاجما صريحا، وهذا يدل على موهبته وحسه التهديفي القوي.ولكن الغريب أننا نحتفل برقم ومجد يعتبر طوال تاريخ الكرة المصرية هو التاسع رقميًا فقط بين لاعبين ممن دخلوا قائمة مائة هدف منذ نشأة الكرة المصرية سنة 1948 ، اي مايعادل تقريبًا عدد اهداف لاعب اوروبي فقط استطاع احراز 805 أهداف في مسيرته التهديفية وهو اللاعب النمساوي الراحل "جوزيف بيكان" ، وإن تعمقنا  الحديث عن الإبداع التهديفي فحدث ولاحرج فقد نجح اكثر من لاعب سابق في أن يتعدى حاجز 700 هدف وهم "روماريو "و"بيليه" و"بوشكاش" و"مولر "، وكذلك العصر الحالي من بينهم اكثر من لاعب ممن تعدى حاجز 700هدف  مثل" كريستيانو رونالدو "ويلاحقه" ليونيل ميسي" الذي اوشك على نادي 700هدف، وغيرهم الكثير ممن يتلاعبون بالأرقام القياسية في التهديف .وليس المقصود هنا المقارنة فهناك فارق كبير في امكانيات متاحة لصناعة الهداف هنا وهناك والذي يعتبر بمثابة العملة النادرة حاليًا ، ولكن هي محاولة تصحيح المسار، والذي إن دل فإنه يدل على خلل في صناعة مهاجم بدرجة تميز وكفاءة من بين مهاجمي الأندية المصرية ، ووجود أزمة حقيقية تعيشها الكرة المصرية.وليست الأزمة المصطنعة في المهاجم الإفريقى المحترف الذي نفترض دومًا بسيطرته وتملكه، أو في طريقة اللعب داخل الملعب ، بل الأزمة الحقيقية في غياب العمل التخصصى داخل الأجهزة الفنية بالدورى، والتى تعمل دائمًا على تنمية وإصقال الموهبة التهديفية ، ووضع أسس ومعايير للتنمية المهارية عند لاعبي الهجوم ، فكثرة تكرار التدريب على بعض مهارات التهديف تصقل اللاعبين وتزيد من اكتساب المهارة التهديفية بداخلهم، ولا يتم ذلك إلا بالعمل التخصصى داخل الأجهزة الفنية وهو في كل الأحوال من يصنع الفارق في صناعة الهداف المتميز ، فهناك اكثر من 70 مهاجمًا في مصر  ولا يوجد فيهم هداف مميز بمستوى ثابت تهديفيًا اللهم إلا مصطفى محمد لاعب نادي الزمالك والمنتخب الأولمبي ،والذي نأمل ونتوسم الخير في موهبته وصغر سنه شرط احترام اللاعب للكرة وجديتها بعيدًا عن الغرور والتزييف والمبالغة الإعلامية في التعامل معه .الكرة المصرية تحتاج الى نظرة وإعادة تنسيق في تدريب وبناء مهاجمي كرة القدم وانتداب خبراء لهذا العمل فقط إن لزم الأمر ، ولنا أن نستشهد بما صنعه الفرنسى تيرى هنرى مع المنتخب البلجيكى، والتعاقد معه خصيصًا من أجل زيادة فاعلية المهاجمين الشباب، وهو ما ظهر في قوة هجومية رهيبة لمنتخب بلجيكا في الفترة الأخيرة وهو مايؤكد أن المهاجم يولد ويصنع بالاكتشاف والتنمية التخصصية .

مشاركة :