تتواصل فعاليات وأنشطة ندوة الثقافة والعلوم في مجال نشاطها الثقافي الواسع في إثراء الحركة الثقافية في دولة الإمارات، لتعريف الكاتب والقارئ بفنون الكتابة الإبداعية، حيث قدمت مساء أمس الأول الروائية الكويتية بثينة العيسى ورشة عمل بعنوان الكتابة الوصفية في النص الأدبي في ندوة الثقافة والعلوم بالممزر في دبي، على مدار يومين بتنظيم وحضور أعضاء اللجنة الشبابية نون في الندوة وحضرها عدد كبير من المشاركين والمهتمين بتعلم الكتابة الروائية وتطوير مواهبهم الإبداعية. بناء الشخصيات يقول ابرهام لينكون البراعة تكمن في وصف الآخرين كما يرون أنفسهم وفي ورشة العمل تضع العيسى بين يدي المشاركين كيفية الكتابة الوصفية ليقدموا نصهم الإبداعي بثقة وإتقان، ويكتشفوا ما لم يكتشفه أحد سواهم، وقدمت الروائية في الورشة عدة محاور منها: أنواع الكتابة الوصفية الابداعية والتي تنقسم إلى محورين، الأول الكتابة التأويلية وهي التي تجعل القارئ يشارك في بناء الشخصيات والمشاهد، أما الكتابة الوصفية المحددة فهي تهدف إلى السيطرة على الصورة الذهنية في مخيلة القارئ، وجعله يرى المشهد والأمور كما يراها الكاتب. تجربة حسية تساءلت العيسى عما هي الحقيقة داخل النص الأدبي؟ هل هي ذاتية أم موضوعية؟ وأكدت أن الهدف من الكتابة الوصفية عمومًا هو تجسيد حقيقة معينة تبدأ في ذهن الكاتب، ويفترض بها أن تنتهي في ذهن المتلقي كما تهدف الى رفع مصداقية النص وقدرته على الإقناع، وتحويل الكلمة الى تجربة حسية ووجدانية مقنعة للقارئ، فهي ترى أن الكتابة الوصفية نسبة كبيرة من أي نص أدبي، سردي أو شعري. بوصلة استعرضت الروائية في الورشة نماذج لبعض الشخصيات من روايات مختلفة لكتاب عرب وعالميين، مؤكدة أن الوصف يخلق صورة حسية وذهنية ووجدانية متكاملة عند المتلقي، ويترك لديه انطباعا معينا من خلال بوصلة توجه القارئ لبعض المواقف والمشاهد التي يجب الاهتمام بها، وأخرى يجب استبعادها. الترهل الوصفي ترى بثينة العيسى أن هناك عدة أمور يحب تجنبها عن الكتابة الوصفية منها الترهل الوصفي على حساب الفكرة، والذي يؤدي الى شحن اللغة بالزوائد الوصفية والتي لا تضيف للفكرة، والابتعاد عن الصورة النمطية فشددت العيسى بضروة أن يبتكر الكاتب لغة خاصة به يفاجأ بها القارئ، وفي نفس الوقت أكدت على ضرورة عدم إطلاق الأحكام من خلال فرض الكاتب رأيه على القارئ، مع حفاظ الكاتب على وجود تناقض منطقي في الوصف، والابتعاد بقدر الإمكان عن استخدام أكثر من صفة مترادفة والاحتفاظ بالصفة الاقوى من أجل الحصول على نص معتمد على الإقناع والبراعة في الوصف. هدف الورشة بثينة العيسى كاتبة وروائية من الكويت، عضو برابطة الأدباء الكويتية، وصدر لها ثمانية مؤلفات أدبية وقدمت عدة ورش عمل في الكتابة الإبداعية، ومؤسسة مشروع تكوين تحدثت العيسى لـالبيان وقالت إنها قدمت مجموعة من الأدوات في الورشة يستطيع من خلالها المشاركون استخدامها لرفع كفاءة وفاعلية النص الأدبي في خلق المعنى المطلوب، وقدمت بعض الطرق لتقليص الفجوة بين ما نقوله فعلا وبين ما نريد قوله، وأكدت أن الهدف من هذه الورشة الإبداعية مساعدة المهتمين والمشاركين على امتلاك أدوات فنية وصقل براعتهم في استخدامها، وزيادة طلاقتهم الذهنية ولياقتهم الأدبية لبناء نص أدبي متقن لإقناع القارئ بحقيقة ما يكتبونه وهذا يعتمد على درجة عالية من الوعي والبراعة في الوصف. المشاركون شاركت في الورشة صالحة عبيد من الإمارات وقالت: إن الورشة تساعد المتخصصين في الكتابة الروائية ليكونوا أكثر وعياً وثقة بنوعية استخدام المفردات والنماذج التي يجب الاطلاع عليها قبل بداية مشروعهم في الكتابة الأدبية، كما أكد المشارك محمد ابراهيم من الرياض أن الإبداع موهبة والورش التعليمية توفر قدرا كبيراً من الاحتكاك المباشر بالوسط الثقافي، وأنه استطاع من خلال حضوره للورشة اكتشاف وصقل أدواته الفنية وهي شرط ضروري لكل روائي مبدع. متابعة تابع سلطان صقر السويدي رئيس مجلس ادارة ندوة الثقافة والعلوم وبلال البدور نائب رئيس مجلس الادارة فعاليات اليوم الثاني للورشة حيث قدمت بثينة العيسى تمرينا جماعيا قام خلاله المشتركون بتطبيق عملي لعدة تمارين ، و اختبار قدرتهم في الكتابة الوصفية، للتأهب لخوض عملية الكتابة الإبداعية وتكوين نص روائي متقن ورصين ، وفي نهاية الورشة قدم السويدي والبدور والعيسى شهادات إنجاز للمشاركين .
مشاركة :