ووجدت الدراسة أن تسعة من كل 10 خلايا رئوية لدى المدخنين الحاليين تتضمن تغيرات، بما في ذلك خلايا يمكن أن تسبب السرطان. لكن لدى المدخنين السابقين، حلّت مكان العديد من الخلايا التالفة خلايا سليمة مماثلة لتلك التي شوهدت لدى أشخاص لم يدخنوا مطلقا. وتبيّن أن ما يصل إلى 40 % من إجمالي الخلايا الرئوية لدى المدخنين السابقين هي سليمة، أي أكثر بأربعة أضعاف من نظرائهم الذين ما زالوا يدخنون. وتابع كامبل أن الخلايا التالفة لم تتمكن من "إصلاح نفسها بطريقة سحرية بل استبدلت بخلايا سليمة نجت من الضرر الناجم عن دخان السجائر". عينة صغيرة والآلية الدقيقة التي يحدث من خلالها هذا الاستبدال ليست واضحة بعد، لكن مؤلفي الدراسة يعتقدون أنه قد يكون هناك نوع من خزان للخلايا في انتظار فرصة للظهور. وقال كامبل "بمجرد توقف الشخص عن التدخين، تنتشر الخلايا تدريجا من هذا الميناء الآمن لتحل محل الخلايا التالفة". وأشاد البروفسور غيرد ب. بفايفر وهو أستاذ في مركز علم التخلق التابع لمعهد "فان أندل" بالدراسة في مراجعة نشرتها مجلة "نيتشر". وقال هذا الأستاذ الذي لم يشارك في الدراسة "لقد أضاءت الدراسة على التأثير الوقائي للإقلاع عن التدخين على المستوى الجزيئي في أنسجة الرئة البشرية". لكن الحصول على خزعات رئوية يثير مخاوف أخلاقية، بمعنى أن الباحثين تمكنوا فقط من دراسة 16 عينة تم الحصول عليها من مرضى اضطروا للخضوع لفحوص طبية لأسباب منفصلة. وقال كامبل إن المفتاح الآن هو تحديد موقع خزان الخلايا السليمة ومعرفة طريقة قدرتها على استبدال الخلايا التالفة. وأوضح "إذا تمكنا من معرفة المكان الذي تعيش فيه وما الذي يجعلها تظهر عندما يتوقف الشخص عن التدخين، فقد تصبح لدينا فرص لجعلها أكثر فعالية في عملية الإصلاح".
مشاركة :