هرمون السعادة وهرمون الخوف

  • 5/31/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الهموم والمشاكل سُنة من سنن الحياة، فلا توجد حياة بدونهما وهذا أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي هو أن نجعل هذه الهموم تعشش في أذهاننا وأنفسنا، بل البعض يجعلها نهجا يتبعه في حياته. فلا بد من التخفيف أو التخلص منها نهائيا قدر الإمكان، وبالنسبة للمشاكل، يجب أن نتعامل معها بهدوء للوصول إلى حل أو التخلص منها وعدم تركها في ذواتنا وأنفسنا، ولا نهرب منها، فهروبنا منها يزيد المشكلة على مشكلة مما يؤدي إلى تفاقمها، فالمشكلة ليست في المشكلة في حد ذاتها وإنما المشكلة في حل المشكل.. فيجب أن نبحث عن الحل، لكن المؤسف أن البعض يدور حول المشكلة بدون أن يصل إلى حل، لأنه ركز على المشكلة ولم يركز على الحل. ويأتي هنا دور كيفية التعامل مع هذه الهموم والمشاكل ودور هرمون السعادة في أجسادنا، وأقصد بهرمون السعادة هرمون أندورفين حيث أثبتت عدة دراسات وأبحاث أن هذا الهرمون يُفرز عند الشعور بالفرح والسعادة والبهجة والسرور وكذلك التجديد في الحياة وممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، فتوجد علاقة طردية بينهما فكلما زادت السعادة ارتفع هرمون أندورفين والعكس صحيح، وهذا الهرمون يطلق عليه أيضا هرمون المناعة، فكلما ارتفع هذا الهرمون ارتفعت المناعة في الجسد. وفي المقابل السعادة والمشاعر الإيجابية تجاه الآخرين. وتعمل المشاعر الإيجابية على إفراز هرمون السعادة مما يجعل الإنسان يشعر بشعور جميل وتحسن في الصحة وتقوية للمناعة وغيره كثير. إذن هرمون السعادة متوفر للجميع لكن يفترق مستواه من شخص لآخر، ومن يتحكم بارتفاعه ونزوله هو التفكير الإيجابي والتعامل بشكل إيجابي مع الذات أولا ثم مع الآخرين. كل شخص فينا يملك قدرات هائلة، ونستطيع بهذه القدرات أن نتعامل مع همومنا ومشاكلنا مما نرفع من هرمون السعادة، لكن يجب أن نُحسن بتوجيه هذه القدرات وعدم تركها مع الظروف وعدم المحاولة في التغيير. وإذا أهمل الشخص هذه القدرات وتركها بدون توجيه وتدريب وتطوير سينتقل من تنمية هرمون السعادة إلى تنمية هرمون الخوف، فهرمون الخوف الإدرينالين يبدأ بالنمو والتكاثر وهذا الهرمون يُسقى بالهم والتشاؤم والأفكار السلبية والمشاكل فالبغض والكره أمراض تهلك الجسد والصحة وكذلك هي آفة تبدأ بتآكل العلاقات الاجتماعية وتسبب انعزالك عن المجتمع. واجه هذا البغض والكره بالحب والتسامح، فأثبتت دراسات عديدة على أثر المشاعر السلبية تجاه الآخرين على الصحة، فهي تؤدي إلى أمراض مزمنة وحادة وأحيانا تؤدي إلى الموت. هذه المشاعر السلبية تفرز هرمون الخوف الادرينالين مما يؤدي إلى ضعف المناعة وآلام في الجسد واعتلال في الجهاز الهضمي واستنزاف طاقة الجسم وغيره الكثير من الآثار السلبية على الجسد لهذا يجب ان نحذر من المشاعر السلبية تجاه الآخرين، فهي هالكة للجسد والعلاقات الاجتماعية.. تخلص من هذه المشاعر وأحل محلها الحب والتسامح والتعاون وغيرها من المشاعر الإيجابية.. أخواتي وأخواني: كل ما ذكرته أعلاه ليس بالأمر الصعب والمستحيل، بل بإمكاننا اتباع هذه الاستراتيجيات والحذر من الأفكار السلبية فالأفكار هي التي تحدد مصيرك، فالأفكار تتحول إلى كلمات والكلمات تتحول إلى سلوك والسلوك يتحول إلى طبائع، والطبائع تحدد مصيرك... Instagram Twitter: DRSHAFEA

مشاركة :