«الملتقيات التربوية» أداة رئيسية لتعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلبة

  • 5/31/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إن تعزيز الهوية الوطنية يمثل القوة الدافعة الكبرى في خطط التنمية الوطنية الطموحة للدولة والأساس الذي تستند إليه الجهود المبذولة على كل الصعد والمستويات، فدولة الإمارات اتخذت من بناء الإنسان منهجاً لها منذ نشأتها على يد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعملت على تنمية الإنسان ووجدانه بالوتيرة نفسها التي عملت بها على تزويده بأحدث المعارف والعلوم والتقنيات، لإيمانها بأن الدافع المعنوي هو الذي يجعل العقل يبدع ويُخرج أقصى طاقاته، وأن الشعور الحقيقي بالانتماء سيضاعف من عوائد الاستثمار في التعليم والتدريب وتسليح مواطني الدولة بالقدرات العلمية المتفوقة، مما سينعكس في النهاية على المجتمع الذي سيصبح أكثر رخاءً وازدهاراً وأمناً، بالإضافة إلى أن قضية الهوية الوطنية احتلت موقعاً متقدماً في الحوار المجتمعي بهدف تطوير التعاون القائم بين جميع جهات ومؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسات التعليمية التي تعددت الأدوار المنوطة بها، ويأتي في صدارتها التعليم وإعداد القوى البشرية المدربة القادرة على العمل في كافة التخصصات. الخليج سلطت الضوء في هذا التحقيق على الدور الذي قامت به كلية الاتصال بجامعة الشارقة فرع خورفكان في تفعيل جانب إقامة الملتقيات والمحاضرات التربوية الوطنية التي ترسخ روح المحبة والارتباط بتراب الوطن، وتعزز الهوية الوطنية في نفوسهم، وتشحذ هممهم، وتزيد من معارفهم وخبراتهم وجهودهم في خدمة المجتمع، وتشجع المبادرات الرامية إلى الارتقاء بالكوادر الوطنية لرفع اسم الدولة عالياً. الدكتور نجيب بن خيرة مساعد نائب مدير جامعة الشارقة فرع خورفكان للشؤون الأكاديمية، اعتبر هذه الملتقيات التي ينظموها الطلبة كمشاريع تخرج لهم بمثابة لغتهم التي يهذون عبرها الجامعة وكلياتهم عصارة جهدهم وفكرهم، وهم يتلمسون خطاهم في سلم النجاح وصولاً إلى بلوغ غاياتهم في تحمل أعباء المسؤولية لخدمة الوطن والدفاع عن تراثه وهويته الوطنية وبناء حضارته، فضلاً عن اكتساب الطلبة المعرفة والمهارات والخبرة العلمية في تنظيم الملتقيات التي تعزز جانب الهوية الوطنية، بالاضافة إلى تطبيق معارفهم النظرية على أرض الواقع. وشدد في قوله على أن الأمم والشعوب لا تنهض ولا ترتقي إلا بنهوض فكر وعقول أبنائها، وامتلاكها لناصية العلم في المجالات كافة، مشيراً إلى تنسيق الطلبة المتميز في إعداد الملتقيات التي تسهم في خدمة أفراد المجتمع وتحقيق الأثر والفائدة لهم في كافة المجالات، ومن بين هذه الملتقيات: ملتقى بعنوان لهجتنا بين البقاء والضياع للخريجتين فاطمة سعود النقبي وفاطمة علي النقبي، وآخر بعنوان البيت متوحد للخريجتين هاجر راشد اليوحة، وميثة سالم النقبي وبإشراف الأستاذ إسلام نسيب، حيث تستضيف هذه الملتقيات عدداً من الاختصاصيين والباحثين والضباط والإعلاميين لمناقشة عدة مواضيع مختلفة، بحضور الطلبة وأولياء الأمور. بدوره، رأى عبدالله المغني الدكتور في قسم التاريخ والسياحة في جامعة الشارقة فرع خورفكان، أن التنشئة الوطنية السليمة لأبناء الوطن تسهم في غرس قيم الولاء والانتماء والتضحية وترسيخها في نفوسهم وربط هذه القيم الوطنية بمبادئ ديننا الحنيف، وتهيئة جيل قوي واثق يمتلك مقومات الشخصية القيادية. من جانبه، أشار الرائد محمد الشحي إلى أن من مكونات المواطنة الصالحة الانتماء والشعور الداخلي الذي يجعل المواطن يشعر بحماسة وإخلاص للارتقاء بوطنه والدفاع عنه، بالإضافة إلى محافظة الدولة على حقوق و واجبات المجتمع تجاه رعاياه، وحفظ دينه وقيمه وحقوقه الخاصة، وتوفير التعليم والرعاية الصحية للمواطن، مؤكداً أن دولة الإمارات تسعى دائماً لتحقيق أعلى معدلات السعادة لشعبها في ظل قيادة سياسية رشيدة. وأشار إلى أن من أبرز سمات المواطنة هي أن يكون المواطن مشاركاً فعالاً في الأعمال المجتمعية الإيجابية والأعمال التطوعية، والتصدي للشبهات، وتقوية أواصر المجتمع وتقديم النصح لأفراده، و ضرورة الالتزام بالقيم العامة للمجتمع وتخلق المواطن بالأخلاق الإسلامية والإماراتية الأصيلة كالأمانة والصدق والإخلاص والصبر. في السياق نفسه أشادت هيام عامر مديرة مدرسة أم عمارة الثانوية بخورفكان بفكرة الملتقيات الوطنية التي جاءت من الحاجة إلى تبادل الآراء والحوار حول كيفية تعزيز قيم الهوية الإماراتية الأصيلة في نفوس الأجيال الجديدة في ظل وجود تحديات العولمة، والتي تحتم ضرورة تكاتف أيدي المربين وأولياء الأمور والمؤسسات المجتمعية المؤثرة لمواجهتها ودعم تعزيزها في نفوس أبنائنا الطلبة بشكل ينعكس إيجاباً على سلوكياتهم وقيمهم. كما بينت أن مثل هذه الملتقيات تهدف إلى التأكيد على أن الخدمة الوطنية انتماء وعنصر لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، وغرس القيم الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه في نفوس شبابنا لنيل شرف حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، وتشجيع أولياء الأمور لدفع أبنائهم للانخراط في صفوف الخدمة الوطنية. وأضافت فتحية حنون: حرص دولة الإمارات على بناء الإنسان فكراً وقيماً من خلال مؤسساتها وصروحها التربوية، حيث تسعى مؤسسات الدولة التعليمية في إعداد الطالب المتسلح بعلمه وفكره الراقي، متزوداً بهويته الوطنية وقيمه الأصيلة وحبه للوطن، مشيرةً إلى دور الحكومة الرشيدة، والوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في رسم خريطة الطريق لتطور المواطن الإماراتي منهجاً ومضموناً.

مشاركة :