د.أشجان نبيل تكتب: النقاب بين الوهابية والعلمانية‎

  • 2/3/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وكالعادة تُطرح علينا كل فترة أزمة النقاب والجدال عليه وخاصة بعد الحكم القضائي من الأدارية العليا بحظرة منذ أيام ودعوني أوضح لكم في هذا المقال بعض النقاط الهامة ،،،،إن النقاب يقع دومًا كأزمة ما بين السلفية والوهابية المتشددة وبين أقطاب العلمانية الهدامة والألحاد وتحديدًا في أمرين وهو مسألة الدين والمجتمع وللتدقيق أكثر معيار ( الأمن القومي المصري )أولًا،،، علي المعيار الديني يزايد أبناء الوهابية كالعادة أن المطالبة بمنع النقاب ما هي إلا حرب وهجمة شرسة علي الدين ويعتبرها تقيد للحرية العقائدية بالأضافة لأستشهادهم المستمر بأن الدوله تبيح العري فلماذا منع النقاب !؟ وهنا أرد عليكم بأن الدوله لا تبيح العري ولدينا قوانين تجرم خدش الحياء وإفساد الذوق العام بالإضافة لقوانين الفعل الفاضح في الطريق العام فلماذا لا تقوموا باتخاذ الإجراءات القانونية علي العري في الشوارع حسب ادعاءاتكم !؟وأنا طبعًا لست ضد حرية لبس المرأة للنقاب وهذا حقها في بلد يتمتع بالدستور والقانون ولكن أعود بكم للفصل في النقاب دينيًا فهو لا فرض ولا سنه ولا من الشريعة الإسلامية من الأساس وذلك حسب قول مولانا الأمام أحمد الطيب رئيس مشيخة الأزهر الشريف وتصريحات مسجلة بالصوت والصورة ولكن الحجاب هو الفريضة علي كل مسلمة في الشريعة الإسلامية ورجوعًا اللي قصة الحرب علي الدين الإسلامي فهي حقيقية ولكن ليست في صورة الحجاب والنقاب لأن الدين الإسلامي أكبر وأعمق من إن يُختزل في قطعة قماش ولكن الحرب الحقيقة في السلوكيات والمعاملات وعودة الرحمة والأخلاق الطيبة بين الناس فأين دوركم منها !؟ وكان من الأولى يتوجب عليكم مكافحة بيوت الدعارة المرخصة وإجازة زواج المثليين جنسيًا في بلاد الخلافة الإسلامية ( العثمانية ) كما تدعون ،،،، أليس هذا قطب رئيسي  من أقطاب الإسلام !؟ثانيًا،،، المعيار الاجتماعي ( الأمن القومي المصري )يحاول باستمرار أقطاب العلمانية الهدامة والإلحاد اللعب علي كينونة المرأة وقضاياها وذلك لتفكيك بنية المجتمع الرئيسية من خلال تغير الشكل والأفكار والمعتقدات لشكل لا يمت لنا بصلة من قريب أو بعيد حتي يتحول المجتمع لمجرد مسخ ليصفون باستمرار إن المحجبة أو المحتشمة متأخره فكريًا ولا تجدي نفعًا وأنا أختلف مع هذه الآراء والأطروحات شكلًا ومضمونًا.ولكن فكرة منع النقاب ترددت كثيرًا وتحديدًا بعد أحداث العشر أعوام الماضية فقد رأينا ومسجل ومعروف للجميع من بعد أحداث يناير كيف تم استخدام النقاب من قبل تيارات الإسلام السياسي وتحديدًا ( الأخوان المتأسلمين ) فرأينا هروب المرشد العام لهم محمد بديع في زي النقاب وأيضًا صفوت حجازي وغيرهم كثيرًا كما رأينا تفجيرات كنائس وعمليات إرهابية تحت تنفيد من يرتدون النقاب من الرجال بالإضافة لكم جرائم القتل والخطف والسرقة التي ما زالت تتم حتى يومنا هذا تحت مظلة النقاب.وحينما نتحدث عن الأمن القومي المصري فليصمت الجميع تمامًا لأنه خط أحمر ولا صوت يعلو فوق مصلحة الدولة المصرية ولكن في وجهة نظري أتمني إن تكون الحلول أكثر واقعيه ومنطقية بحيث من حق كل أنسان إن يرتدي ما يحب ما دام لا يؤثر على حرية الآخرين ويتم التشديد لمن ترتدي النقاب في أماكن العمل من خلال التفعيل الأقصى لدور الشرطة النسائية. وعلينا إن نعلم جيدًا أن الدين جوهر يكملة المظهر وإن الحفاظ علي الأمن القومي المصري لن يحدث بتجريم الأداة فقط ولكن يتم من خلال محاربة الفكر المتطرف بالفكر الهادف وهذا لن يحدث إلا بتجديد الخطاب الديني بشكل مستنير وغير متحيز بالإضافة إلي وعي ثقافي من خلال مؤسسات الدولة المنوطة بالأمر وإيضًا التكاتف الأعلامي المهني الصادق والذي يصلح لدخول كل البيوت المصرية.نتمني جميعًا إن مستوى الوعي الفكري يزداد لدي الجميع وبالأخص من الشباب من خلال تقبل فكر الآخر والنقاش الجاد فية وإن ننتهي من فكرة صكوك الغفران والتابوهات الدينية العقيمة ولنجتمع جميعًا على قلب رجلٍ واحدة لمناهضة العنف الفكري والتمييز.

مشاركة :