تحدثنا في المقالين السابقين عن أهمية الاعتراف بإنجازات ومكتسبات المؤسسات الحكومية الخدمية وعدم استنقاص مجهوداتها أو بخسها حقها، بقدر أهمية قبول تلكم المؤسسات بالنقد البناء الذي يكون في مصلحة ما يخدم الوطن والمواطنين.إن من بين الوزارات الخدمية التي تعمل بطريقة مخلصة وصحيحة وبكل طاقتها وأكثر، هي وزارة الإسكان. فحين تقوم وزارة الإسكان اليوم ببناء آلاف الوحدات الإسكانية وفي غضون مدد قصيرة ومتقاربة، فهذا يعتبر إنجازاً مهماً للغاية يُحسب للوزارة ولسعادة وزير الإسكان والطاقم العامل معه. فعلى الرغم من محدودية الميزانية والتحديات التي تواجه الوزارة في أكثر من منعطف صعب ومرحلة حرجة، إلا أن سعادة الوزير استطاع أن يلبي غالبية الطلبات الإسكانية والبقية ستأتي في الطريق. ولأن الوزارة تعمل بكل طاقتها فهي وبكل تأكيد من الممكن لها أن تخطئ حالها حال بقية الوزارات الأخرى، فالخطأ عنوان العمل وليس الكسل.من الوزارة الخدمية التي تقدم كل ما لديها من إمكانيات في ظل الظروف الصعبة الراهنة، هي وزارة الصحة. فالصحة اليوم تتحمل الكثير من العبء والضغوطات الخدمية، لأنها مسؤولة عن صحة كل من يعيش على هذه الأرض، وعلى الرغم من قلة الإمكانيات -خاصة البشرية منها- فإنها تحاول أن تعمل المستحيل لتحقق مشروعها الصحي. في المقابل، وبدل أن يقوم الإخوة النواب بدعم الوزارة والعمل على تشجيع السياحة العلاجية في البحرين، ومراعاة ظروف المرحلة الراهنة -والذين هم أدرى من غيرهم بهذه الظروف- وجدنا بعضهم يسخر بطريقة غير لائقة بشخص الوزيرة المحترمة وبشكل مقزز، مما أثار سخط الناس عبر الأسلوب الهزيل الذي تم فيه انتقادها. إن حرف مسار الاستجواب أو النقد لينتقل بطريقة انفعالية من نقد الوزارة إلى شخص الوزيرة يدل على الإفلاس وضعف الحجة. نقول هذا ليس دفاعاً عن الوزيرة، فنحن ننتقد أداء الوزارة والوزيرة بين الفينة والأخرى وبشكل علني وقاسٍ، لكن من المستحيل أن نقلل من شخص معالي الوزيرة، والتي تم اختيارها في الأساس عبر مرسوم ملكي سامٍ لتكون وزيرة للصحة!كذلك هناك وزارة شؤون الكهرباء والماء، هذه الوزارة التي استطاعت أن تسيطر على انقطاع الكهرباء في الأعوام الأخيرة، إضافة لمجهوداتها في توصيل الكهرباء لعشرات الآلاف من البيوت الجديدة في القرى والمدن، وكذلك للمؤسسات التجارية كالمتاجر والمجمعات الكبيرة بشكل سلس ومريح، كما استطاعت هي وغيرها من الوزارات الخدمية تطوير أدائها عبر بوابة الحكومة الإلكترونية ومنصاتها. ونحن اليوم نراهن على قدرات الشاب الوزير السيد وائل بن ناصر المبارك لتطوير هذا القطاع المهم، والاستماع لهموم الناس ومشاكلهم، كما لا يمكن أن ننسى المجهودات الكبيرة التي يقوم بها الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء معالي الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة في إطار التطوير الحاصل في الهيئة.إن إبراز مثل هذه المنجزات للمؤسسات الحكومية الخدمية ما هو إلا مثال للجهد الجبار الذي يجب علينا إبرازه، وإلا فهناك غيرها الكثير من الوزارات التي يجب الإقرار والاعتراف بمنجزاتها في السنوات الأخيرة، ولربما يأتي الوقت لنتناول منجزاتها لتبيان حقيقة العمل الحكومي، بعيداً عن الثناء المستهلَك والتطبيل المفضوح. فالعدالة هي أن ننتقد التقصير والقصور وكل خلل نابع منهما، وفي ذات الوقت، يجب أن نعترف بالعمل الذي تحقق لنشكر كل الجهات الرسمية التي قامت به، خاصة حين يكون المجهود لأجل رفاهية وسعادة الناس في هذا الوطن.
مشاركة :