لم ندعِ يوماً و لن ندعي لمرزوق الكمال، ويشهد لنا القاصي قبل الداني وقوف «الراي» في أحلك الأوقات مع أشد الأصوات المعارضة حين أوصدت في وجوههم جميع الأبواب، إلا أن «الراي» جعلت من صفحاتها منبراً شجاعاً يحتضنهم ولم ترضخ للضغوط التي رضخت لها المنابر الأخرى. واليوم حين تقف بالحق مع مرزوق الغانم تقف مع أهل الكويت بجميع أطيافهم حباً في الكويت وفيهم. هل تذكرون حين تمادى مَن تمادى وتجاوز حدود الصراع في سعيه للإصلاح فطاشت عقول الرجال واستبد بها الانفعال،حتى فقد الناس الأمان، فانبرى مرزوق ليعبر عن صوت أهل الكويت العاقل الحر بنهج معتدل، فانطفأت نيران الفتن ومرت العاصفة بسلام، وعاد للشارع السياسي الملتهب نظامه، ووضع مرزوق يده بيد العقلاء حتى تلاشت أصوات دعاة سياسة الأرض المحروقة. كما تصدت «الراي» في الوقت الذي فتحت فيه أبوابها للأصوات المخنوقة والحرة، تصدت وبشجاعة لرموز الفساد وأقطابه حتى دارت عليهم رحى الهزائم، ومزقتهم حوبة الكويت وأهلها الطيبين. ولا عجب بعد ذلك أن يطول «الراي» ما يطولها من الأذى، واستنفر المهزومون الذين رصدوا مكائن الافتراء الإلكترونية وأسلحة الهجوم المأجورة ضد مرزوق الغانم، و«تلايم المتعوس مع خايب الرجا»، و لم يعجب المواطنون الأحرار كل هذا الهجوم المنظم على مرزوق، كما لم يعجبوا أن يرقص في حفلة الزار مرشحون ليس لهم برنامج سوى التطاول على مرزوق، وتعلمون أن مرارة الهزيمة في حلوق رموز الفساد وأقطابه قد فعلت أكثر من ذلك، وها هو المرحوم الشهيد حمد الجوعان يشهد دمه الطاهر الحار على بشاعة ما اقترفته وتقترفه أياديهم. لقد سعى مرزوق في إبرام اتفاقية تسليم المجرمين الهاربين بين الكويت وبريطانيا، وقابل كبار المسؤولين ونواب مجلس العموم البريطاني لإقناعهم بضرورة إبرامها، وقد أفلحت تلك الجهود بدفع الاتفاق كمسودة بين البلدين، سعياً منه مع المخلصين لإعادة الحق الكويتي المنهوب، هذا فضلاً عن تذليل العراقيل في طريق مكتسبات المواطنين الخارجية كتسهيل إصدار تأشيرة الشنجن للكويتيين والسعي لرفع ما يعترضها من عقبات. وحين تزايدت الضغوط على جيوب المواطنين لم ينس مرزوق همومهم التي امتدت الى عقر دورهم، فتم في عهده إصدار قانون بتنظيم استقدام الخدم بأسعار متدنية وبذل المساعي لتطويق كل الزيادات التي صدرت بقرارات منفردة من السلطة التنفيذية. كما تم في عهد مرزوق والشرفاء إنجاز تاريخي، فتح المجال وللمرة الأولى لجميع المواطنين حق الطعن أمام المحكمة الدستورية، والذي كان حكراً على السلطات دون المواطنين عشرات السنين. هذا وغيره كثير يدل على أن ما تجرعه الموتورون من مرزوق يبرر نباحهم وصياحهم خلف قافلة الكويت وأهلها الطيبين.
مشاركة :