الشارقة: «الخليج» استضاف مقهى «الراوي» الثقافي في واجهة المجاز المائية في الشارقة، ضمن فعاليات مبادرة «حديث الكتب» التي ينظمها احتفاء بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب، الكاتب السعودي محمد حسن علوان، للحديث عن روايته «موت صغير» الفائزة بجائزة البوكر العربية لعام 2017. وقال علوان خلال الجلسة الحوارية التي أدارتها الإعلامية البحرينية الدكتورة بروين حبيب: «أول دعوة وُجهت لي ككاتب خارج المملكة العربية السعودية، كانت في إمارة الشارقة عام 2003، وكان شيئاً عظيماً أن أدعى إلى محفل ثقافي في عاصمة للثقافة العربية التي تحمل وهجاً ومجداً ثقافيين. وقد تركت هذه الدعوة في نفسي أثراً عميقاً، وكلما جئت إلى الشارقة يأخذني الحنين إلى تلك الأيام الجميلة وأستذكر هذه الثقة الثمينة التي منحتني إياها هذه الإمارة الرائدة ثقافياً وفكرياً». وتحدث الكاتب السعودي عن تأثره بالعالم الشهير الشيخ محيي الدين بن عربي ودخوله إلى عالمه، وقراءته لرسائله ومؤلفاته، ومقالات ودراسات متنوعة عنه، أثناء التحضير لروايته الأخيرة «موت صغير»، مبيناً أن هاجس الرحيل المستمر عند ابن عربي شده وجذبه، ليحاول من خلاله تفكيك موضوع الرحيل عند البشر وفهم أسبابه ودوافعه. وأوضح علوان أن سيرة ابن عربي بعد البحث فيها منقوصة ومختزلة، ويكتنفها الغموض، حيث قال: «تم تزييف كثير من مؤلفات ابن عربي ونسبت له عدة كتب، حتى في زمنه، حيث كان يكتب عالم صوفي صغير كتاباً، مُنتحلاً اسم ابن عربي، وهذا ما سبب كثيراً من الجدل حول كتابات غير معقولة منسوبة لابن عربي». وأضاف: «لا يوجد في كتب التاريخ أكثر من 10% من السيرة الثابتة والحقيقية لابن عربي، ومن هنا جاءتني فكرة كتابة 90% من سيرته، مستلهماً ما قرأته من سيرته المثبتة تاريخياً، لأروي سيرة تخيلية عن ابن عربي». وتابع: «أكثر ما وجدته مفقوداً في سيرة هذا العالم، هو «ابن عربي الإنسان»، حيث يكاد لا يوجد أي شيء عن تفاصيل حياته اليومية البسيطة». وناقشت الجلسة، موضوع احتفاء محمد حسن علوان بالمرأة في روايته «موت صغير» تحديداً؛ إذ أشار إلى أن ابن عربي كان من العلماء الذين يحتفون بالمرأة، حيث كان متقدماً على مجايليه؛ لأنه يدين للمرأة بفضل كبير في حياته. وحول فوزه بجائزة البوكر عام 2017، قال علوان: «هناك دراسات توضح دور جائزة البوكر التي تحتضنها الإمارات، وأثرها بالغ الأهمية في حركة الرواية والسرد في العالم العربي. وشهادتي مجروحة بما تقوم به الإمارات على الصعيد الثقافي عربياً وعالمياً، وهي جهود نوعية وفارقة دائماً». وأشار إلى أن الجائزة تضع الكاتب أمام تحد يتمثل في سؤال: كيف تكتب لجمهور غير الذي تكتب له؟ أو كيف يفهمك الجمهور الذي ستترجم له الرواية؟.
مشاركة :