دعاء على تكتب: زمن الحب المعاق

  • 2/4/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الحب كلمة تبدو لنا صغيرة فهى مكونة من حرفين فقط ولكن فى مضمونها كبيرة اكبر واشمل مما يراها البعض فهى تعنى الاهتمام والاحتواء وهو ارتباط روحانى بشئ ما او شخص بعينه مهما كان به من عيوب فعين المحب لا ترى عيوب من تحبه وسوف أتحدث معكم فيه بإيجاز لانى مهما تحدثت عنه لن استطيع الالمام بكل ما تعنى كلمة (حب) فمن علامات حب الله عز وجل لعباده أن يكتب لهم القبول في قلوب الخلق في الحياة الدنيا فيحبّه كل من عايشه ويعرفون فضله وكرامته ويثنون عليه بالخير والصّلاح؛ حيث جاء في الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل: إنّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبِبْه، فيُحِبُّه جبريلُ، فيُنادي جبريلُ في أهل السّماءِ. إنّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحِبُّوه فيُحِبُّه أهل السّماء ثمّ يوضَع له القبولُ في الأرضِ) وأن يبتلي الله سبحانه وتعالى العبد رفعًا لدرجاته وتكريمًا له عند لقاء ربّه سبحانه وتعالى ليلقاه دون خطايا، ويكون ابتلاء العبد بقدر إيمانه؛ لكن الاعاقة هنا عند العباد حينما يحبهم الله كل هذا الحب وتجد العبد يرده بالتقصير فى حق ربه وحق نفسه  ومن يعولهم.  اما عن الوالدين فتجدهم يحبون ابنائهم مهما حدث منهم من تصرفات مزعجة او تجاوزات فى حقهم فحب الوالد لابنه لا ينافسه حب فى الوجود وهو الحب الخالى من المصلحة او المقابل بمعنى ان الام او الاب يحبون ويعطون اولادهم حتى لو قوبل بالجحود ونكران جميلهم وسهرهم الليالى وكفاحهم لأجلهم ولكن فى زمننا هذا رأينا الام تقتل اولادها والأب يغتصب ابنته ويقتل اولاده فهل نزعت الغريزة التى وضعها الله بداخلهم ناحية ابنائهم وهذا هو الحب المعاق الذى نزعت منه الرحمة؛ فإذا كان كذلك فلا عجب بان نرى الصديق يخون صديقه او الاخ يأخذ حق اخيه باطلا وظلما.  ففى بعض الدول الاوروبية اجريت ابحاث على مجموعة من الافراد حيث وضعوا امام كل فرد منهم صورة من يحبه فوجدوا ان الدماغ اصبحت اكثر نشاطا فى منطقة الناقل العصبى المسؤلة عن الاحساس (الدوبامين) كما أظهرت منطِقتان مِن مناطِق الدِّماغ نشاطًا في فحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي، وهي منطقة النواة الذَّنَبِيَّة وهي منطقة مُرتبطة باكتشاف المكافآت والتنبؤ بها ودمج التجارب الحسيَّة مع السلوك الاجتماعي للفرد والمنطقة السقفية البطينيّة وهي منطقة مُرتبطة بالمًتعة والاهتمام المركز والحوافز المُساعدة على الحصول على المكافئات. فما الذى جعل الحب معوق؟ هل الزمن بتغيراته وظروفه الصعبة ومستجداته  ام البشر بتطلعاتهم التى اصبح لا سقف  ولاحدود لها  جعلوا من الحب اشبه بالإنسان المعاق الذى ليس لديه القدرة على السير او السمع او بعضا من اعضاء جسده مبتورة فهو بالأخير  شئ ناقص غير مكتمل وليس لديه من الامكانيات ما يساعده على العطاء بصورة صحية وصحيحة. فى رايى الشخصي ان الانسان هو من جعل الحب معاق فبالرغم من ان لديه عقل ميزه الله به عن سائر مخلوقاته الا انه استخدمه بشكل خاطئ ليشوه كل جميل حوله حتى الحب وهو اساس المودة والرحمة التى تحدث عنها الله عز وجل جعل منه شئ اشبه بالسحاب الذى يرتطم ببعضه فيخرج البرق والرعد او اذا امطرت السماء  ذهب السحاب وكأنه شئ لم يكن هكذا جعلنا الحب فأصبحنا نتحاشاه وكأننا نبتعد  عن انسان مريض بمرض معدى نخشى الاقتراب منه. ليتنا نعود الى زمن التسامح والمودة والتراحم والحب عندما كان الرجل لاينطق كلمة الحب الا اذا كان نيته ان تكون حبيبته زوجته وعندما كان الجار لاياكل وجاره جائع والأهل والأصدقاء على قلب رجل واحد وكل منا مسؤول من الاخر ومسؤول عنه ذلك هو الحب الذى خلقه الله ليعمر به الارض.    Attachments area

مشاركة :