يبدو أن السياسيين المغربيين محمد الشيخ بيد الله وعبد اللطيف وهبي من أبرز المرشحين لتولي الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، رغم ارتفاع عدد المتنافسين على سباق زعامة الحزب.فقبل ثلاثة أيام من انعقاد مؤتمره الرابع، ارتفع عدد القياديين الذين أعلنوا ترشحهم لزعامة حزب الأصالة والمعاصرة إلى سبعة، في سابقة من نوعها في تاريخ هذا الحزب، الذي دأب في الماضي على الحسم في من سيتولى الأمانة العامة بالتوافق بين مكوناته قبل المؤتمر.غير أن اللجنة التنظيمية أعلنت رفض مرشحين اثنين لعدم استيفائهما الشروط القانونية، فيما أعلن مرشح رابع سحب ترشيحه، ليبقى في السباق على منصب الأمانة العامة حتى الآن أربعة مرشحين، منهم اثنان من الشباب، وهما النائب السابق سمير بلفقيه، وهشام الصغير، وهو رجل أعمال شاب ورئيس المجلس الإقليمي لمدينة وجدة (شرق)، والذي يعد آخر من أعلن ترشيحه حتى الآن.أما المرشحان الآخران، اللذان يعتبران الأوفر حظا للفوز بلقب الأمين العام للحزب، فهما محمد الشيخ بيد الله (71 سنة)، وزير الصحة سابقا ورئيس سابق لمجلس المستشارين، وأمين عام أسبق للحزب، والمحامي والنائب عبد اللطيف وهبي (59 سنة)، الرئيس السابق للفريق النيابي للحزب، وأحد القادة البارزين لتيار «المستقبل» المعارض لتوجه الأمين العام الحالي حكيم بنشماش.ورغم أن لائحة الترشيح للأمانة العامة للحزب مفتوحة، فإن الصراع حول زعامته سينحصر خلال المؤتمر الرابع، المقرر عقده أيام 7 و8 و9 فبراير (شباط) الجاري بمدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء)، بين وهبي وبيد الله، اللذين يمثلان أهم تيارين داخل الحزب، إذ يمثل بيد الله تيار «الشرعية»، الموالي للأمين العام للحزب، بينما يمثل وهبي «تيار المستقبل» المعارض.تجدر الإشارة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة اجتاز خلال العام الماضي ظروفا صعبة بسبب الصراع بين التيارين المتنازعين، بلغت تداعياته قاعات المحاكم، قبل أن يتوصل الطرفان إلى مصالحة واتفاق على تاريخ انعقاد المؤتمر الرابع.ورغم المصالحة فإن الخلافات ظلت تتفاعل داخل الحزب. وفي هذا السياق خرجت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، وأحد رموز «تيار المستقبل»، بتدوينة تتهم فيها أطرافا نافذة بالسعي إلى إسكات صوت الديمقراطية، وتأجيل انعقاد المؤتمر، في إشارة إلى مساعي البعض داخل الحزب لوقف المنافسة حول الأمانة العامة، والتوافق حول مرشح وحيد لها.واعتبرت المنصوري في تدوينتها أن الحزب يجتاز «تمرينا ديمقراطيا»، في إشارة إلى المنافسة المفتوحة حول منصب الأمانة العامة، مشيرة إلى أن هناك من لا يقبل بالديمقراطية، ويلجأ إلى المناورات والتهديد لإحباطها. وأكدت أن المؤتمر سيعقد في وقته، وسيتم خلاله التعبير عن الديمقراطية. كما أكدت المنصوري في تدوينتها دعمها للمرشح وهبي، الذي وصفته بـ«النزاهة والشجاعة»، مؤكدة أنها ستمنحه صوتها عن قناعة.وتهدف المنصوري من خلال هذا التصريح إلى التأكيد على أن وهبي هو مرشح «تيار المستقبل»، خصوصا مع تقديم هشام الصغير، المحسوب على التيار ذاته، ترشيحه للأمانة العامة.
مشاركة :