من يستحق التحية بعيداً عن أسهم التقنية؟

  • 2/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تيم كولبان * ربما كان العقد الماضي عقد الهواتف الذكية، وعقد توصيل الطلبات وعقد وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الفائز بجائزة أفضل الأسهم أداء في العالم كان سهماً مدرجاً على مؤشر «مورجان ستينلي» لشركة ألبان في نيوزيلندا.فقد تمكن سهم شركة «إيه 2 ميلك» لمنتجات الألبان، من تحقيق عائد بنسبة 16150%، ليحكي ما يكفي من قصص أسواق المال العالمية على مدى السنوات العشر الماضية. وقد رفع هذا النمو القيمة السوقية للشركة إلى 7.4 مليار دولار، وهو مبلغ ضئيل مقارنة مع 144 مليار دولار القيمة السوقية لشركة «نتفليكس» مثلاً التي حقق سهمها مكاسب بلغت 4000%، لكنه أفضل بكثير من أداء سهم شركة التجزئة العملاقة «ماسيز».ولا يزال الجزء الأهم من حركة التجارة العالمية يعتمد بشكل محوري على الدول التي تفي بالاحتياجات الأساسية لسكانها، أكثر مما يعتمد على ابتكارات قطاع التكنولوجيا. والخلاف التجاري الحالي بين الولايات المتحدة والصين الذي كان فول الصويا ولحم الخنزير، من أهم أوراق المساومة فيه، يقدم الدليل على ذلك.ومن القضايا الخفية في تحفيز التجارة العالمية برزت أنشطة منها إنتاج المواد الغذائية الأكثر صحة والمنتجات العضوية، وبدائل الأغذية للنباتيين، والأطعمة الخالية من النشاء، وغيرها من الأنشطة التي لعبت دوراً مهماً في تنشيط التداولات على أسهم قطاعات أخرى غير التقنية.وكانت للصين أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، وثاني أكبر اقتصاد شهية متنامية ليس فقط بالنسبة للسلع الأساسية، ولكن أيضاً لتوفير أغذية صحية ونظيفة ومن مصادر موثوقة، في ظل مثول فضيحة الحليب الملوث لعام 2008 في الأذهان. من هنا كان المستهلكون الصينيون متحمسين لاستيراد منتجات الألبان من الخارج، وخاصة من أستراليا ونيوزيلندا.ولم تكن شركة «إيه 2 ميلك» المستفيد الوحيد من هذا التوجه. فقد وسعت شركة «كيوي فونتيرا»؛ أكبر مصدر للألبان على مستوى العالم، دائرة استهدافها للسوق الصيني، لكن تراجع الاستهلاك ونقص الاستثمارات كبدها خسائر للعام الثاني على التوالي.والحقيقة أن شركة «إيه 2 ميلك» استفادت من ترويج حكاية تتعلق بتركيب الحليب، حيث يحتوي حليب الأبقار على نوعين من بروتين بيتا الكازين، وإيه1 وإيه 2، بينما تحتوي العديد من أصناف الحليب الأخرى مثل الماعز والأغنام بروتين «إيه 2» فقط. باستخدام اختبار جيني تم تطويره قبل 20 عامًا، تقول الشركة إن منتجها «يختلف عن حليب الأبقار التقليدي؛ لأنه يأتي من أبقار منتقاة لإنتاج حليب طبيعي يحتوي على البروتين «إيه 2» فقط.وفي موقعها على الإنترنت، تقول الشركة، إن العديد من المستهلكين وأخصائيي الرعاية الصحية ينصحون الأشخاص الذين يواجهون مشاكل في شرب لبن الأبقار التقليدي باستهلاك حليب «إيه 2 ميلك».وعززت هذه الفرضية ارتفاع مبيعات الشركة في الصين خمسة أضعاف خلال عامين، وهو ما يمثل 31% من الإيرادات، في حين كانت أسواق الشركة التقليدية في أستراليا ونيوزيلندا نشطة أيضاً، حيث قفزت الإيرادات هناك بنسبة 92% خلال نفس الفترة، إلا أن حليب الأطفال المنتج الذي يتمتع بشعبية خاصة في الصين، كان محرك النمو الرئيسي في العائدات.وبينما تراجع حماس المستثمرين للشركة خلال عام 2019، حيث ارتفعت استثماراتهم فيها بنسبة 35% فقط، تغيرت نظرة الأسواق إلى سهمها الذي صار سعره متضخماً وصار مكرر أرباحه 8.4%؛ أي أكثر من ضعف مثيلاتها الآسيوية.لكن الزخم قد يستمر في ظل انفتاح الشركة وتفاؤلها بالمستقبل، حيث تتوقع نمواً بنسبة 84% في عائداتها في الصين خلال النصف الثاني من السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2019.ومع دخولنا عقداً جديداً مليئاً بالاحتمالات والمفاجآت وعلى رأسها التوترات التجارية، والابتكارات التقنية، وزيادة رقعة انتشار الذكاء الاصطناعي، من المؤكد أن العالم لن يكف عن شرب الحليب. * بلومبيرج

مشاركة :