أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أول رائد فضاء عربي، أنه سوف يتم الإعلان قريباً عن برنامج متكامل للتعاون مع الجامعات في مجال تخصصات الفضاء، لافتاً إلى أننا «نتطلع إلى تعاون واسع مع الإمارات في هذا المجال، عبر نقل تجربة الإمارات في الفضاء إلى السعودية». وقال: «إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان صاحب رؤية ونظرة مستقبلية وفكر وحكمة بعيدة الأفق»، وكان لقاؤه به أمراً يبعث على الفخر، فهو كان قريباً بمثابة الملهم والمحفز له، حيث تشرف بالحديث إليه عن تجربته الرائدة في الفضاء. ولفت إلى أن هيئة الفضاء السعودية أطلقت مؤخراً برنامج أجيال الفضاء الذي يركز على بناء أجيال تحمل لواء العمل والتطور والبحث المتقدم، مشيراً إلى أن السعودية تتميز بنمو عالٍ في مجالات شركات الشباب في مختلف المجالات، وعن نفسه لديه 10 مستشارين من طلبة المدارس في مجال الفضاء. وأضاف سلطان بن سلمان: سوف يتم إطلاق برنامج تأهيل لرواد الفضاء في السعودية، وهو برنامج يسعى إلى بناء رأسمال بشري وكفاءات وطنية تمتلك المهارة والمعرفة للعمل في بحوث علوم الفضاء والمتقدمة، إذ تمتلك السعودية قاعدة كبيرة من العلماء ورواد الفكر في مختلف المجالات محلياً وعلى المستوى العالمي. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وطن واحد، تجمعهما علاقات تاريخية وروابط وثيقة، وتعاون بناء، ومحبة متبادلة، وأن النهج واحد والتطلعات راسخة وثابتة ومشتركة في مختلف المجالات، ويشكل اكتشاف الفضاء عنصراً مهماً ومشتركاً ودافعاً لنا للعمل سوياً بتناغم تام لما فيه خير وتقدم بلدينا والبشرية جمعاء. جاء ذلك خلال كلمة سموه، ضمن أعمال الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2020 الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في «دبي فيستفال آرينا»، بحضور معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العالي، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وجمع غفير من القيادات التربوية والمسؤولين من كلا البلدين، وبحضور المختصين ورواد وخبراء التعليم والتربويين والطلبة. وقال سموه، إن قطاع الفضاء من المجالات الحيوية التي تلقى اهتماماً متنامياً في كلا البلدين، وثمة رؤية مشتركة بهذا الخصوص، ونتطلع قريباً إلى توقيع اتفاقية بين السعودية والإمارات في هذا المجال، وأن تكون هناك أيضاً رحلة مشتركة إلى الفضاء. توجهات ومعارف من جانبه، أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، في كلمته، أن المهرجان منصة تعليمية متميزة تجمع بين صناعة الابتكار ومستجداته، وتسلط الضوء على ممارساته الحديثة، وتضعنا في صورة حاضره ومستقبله، لتنقل هذه التوجهات والمعارف المهمة لطلبتنا، صناع المستقبل وحاملين راية الإمارات إلى الريادة العالمية في مختلف المجالات. وأضاف أن مجال الفضاء ركيزة أساسية في المهرجان وفعالياته وجدول أعماله، باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية والهامة في مجال الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، إذ يتميز قطاع الفضاء بكونه نقطة انطلاق العديد من الابتكارات والتكنولوجيا التي تسهل حياتنا اليومية. وذكر أن الطريق نحو العمل في قطاع الفضاء وحمل راية الوطن إلى الفضاء الخارجي مفتوح أمامكم جميعاً، طريق يبدأ بالتحصيل الدراسي المتميز، تحصيل علمي يغذيه الشغف بمجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكارات، ومن ثم العمل في العديد من الشركات الوطنية المُشغلة للقطاع الفضائي. وأشار إلى أن جامعات الدولة تمتلك الإمكانات والبرامج التعليمية في مختلف التخصصات ذات الصلة بقطاع الفضاء، كما تمتلك نخبة من الأساتذة والمتخصصين القادرين على تأهيل الطلبة وإمدادهم بمختلف العلوم والمهارات اللازمة لتطوير آليات وتكنولوجيا الفضاء في المستقبل، وذلك لبناء جيل جديد من مستكشفي الفضاء القادرين على استكمال تجربة الفضاء الإماراتية بكل عناصرها. وقال معاليه: على الشباب وكل من لديه شغف العمل في مجال الفضاء، أن يعدّوا أنفسهم من الآن إلى خوض التحدي، فلدينا مشاريع تُجارِي بطموحاتها أهم نظيراتها العالمية، مشروع لاستكشاف المريخ مع مسبار الأمل الذي سينطلق في مهمته هذا العام، وآخر لبناء مستوطنة على الكوكب الأحمر بحلول عام 2117. كما شهد المهرجان في اليوم الثاني من أعماله، تنفيذ جلسة بعنوان «إماراتيون في المدار» استضافت كلاً من هزاع المنصوري أول رائد إماراتي وزميله سلطان النيادي والدكتورة حنان السويدي أستاذ طب الأسرة في كلية محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وسالم المري مساعد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية مدير برنامج رواد الفضاء.
مشاركة :