وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 6/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شخصياً أشعر بالراحة عندما استطيع إنجاز بعض تعاملي مع الدوائر، رسمية كانت أو أهلية. فبالإضافة إلى السرعة نجد الدقة. ونرجو أن نجني الفائدة الكبرى عندما تتعمم المعاملات الحاسوبية، ولنتفاءل قليلا بأن هذا سيُخفف من مشكلات المرور. والإقدام على تلك الخطوة جاء بواسطة وزارة الداخلية، فقد أراحت الموظف والمراجع، واستحدثت نظام المواعيد بدلا من التدافع بالمناكب وتسلق الأسوار والبحث عن واسطة. عندما دخل التلفون الأتوماتيكي أمهات مدن المملكة تفاءل الناس بأن هذا الإنجاز التقني سوف يقضي على كل أو جزء من الشخوص أمام الدوائر الحكومية لقضاء أو إنهاء معاملاتهم. توقع الناس أن يتابع المرء معاملته بواسطة الهاتف حتى إنهائها، ويحضر فقط للاستلام أو للتوقيع. كذلك عندما اكتسب الفاكس مكانة أبلغ من الهاتف توقع الناس أن يجدوا فيه عوناً للوصول إلى معاملاتهم بواسطة إعطاء الموظف رقم المعاملة وبعض التفاصيل الموجزة. وتوالت التقنيات وتجاوزت المنظومة الإدارية في بلادنا ما كانت عليه قبل دخول استعمال الهاتف في منتصف التمانينيات الهجرية، أي في القرن الماضي. أحسب أن نسبة كبيرة من الزحمة الناشئة عند كل صباح هي من زحام الموظفين للذهاب إلى أعمالهم، ونسبة أخرى من السائرين بمركباتهم في الطريق ذاهبة ل «تعقيب» معاملاتهم لدى من هو جالس على مكتبه ينتظر أصحاب المعاملات كي يلقوا عليه تحية الصباح أو ينتظروه في صالة الانتظار. ولو ذهبت إلى بعض الدوائر ذات الصلة بقضايا الجمهور لتعذر عليك في بعض الأحيان الحصول على مقعد انتظار.. وغالباً يكون الرئيس المنتظر (بفتح الظاء) لا يعلم عن المعاملة شيئاً. كانت قناعة صاحب المصلحة تقول له إن «السّنَع» عند رئيس الدائرة أو وكيل الوزارة، أو - ربما - الوزير. كنا نُعاني.. ونتساءل كيف بنا أن نُطلق مشروعاتنا الثقافية والمالية والعمرانية والاجتماعية إذا كنا نقف في الإشارات طويلا، ثم نقف - في طابور - ثم ننتظر وصول المدير. أذّن الظهر.. كي نبدأ رحلة العودة لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :