نطحن عشانا سلّم الله رجانا - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 11/26/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أهزوجة أو فولكلور أو ترنيمة تُصاحب النساء وهن يؤدين الواجب اليومي طحن البرّ كي يصبح دقيقاً ثم إعداد الوجبة. هذا يوحي بأن طحن القمح يجري بشكل يومي، قلما خزّن الناس الدقيق في ذلك الزمن. توحي لي تلك النغمة بأن ثمة أمراً معقولاً ولو لم يُكتشف في حينه وهو أن إبقاء القمح والحبوب دون طحن يجعلها تحتفظ بقيمتها وعناصرها الغذائية ويحميها من التسوس أكثر مما هو موجود في طحين الصوامع الذي يُعرض. ولا أحد يشك بأن العملية التصنيعية والحفظ والنقل والتخزين يجعل المادة الغذائية تفقد الكثير من مقوماتها الغذائية. وعلى تلك الفكرة قامت وازدهرت صناعات المكملات الغذائية من كبسولات وحبوب ومشروبات. وقد أخذت تلك الصناعات باعتبارها أن الزراعة اختلطت بمياه ومواد تجعل القيمة الغذائية للمُنتج في أقل حالاتها. وإذا أخذنا بالاعتبار النقل والتخزين والمخصبات فقد لا تصل الفائدة من المواد الطبيعية إلى ما يتطلبه الجسم البشري، ولذا ازدهرت وراجت المكملات. المكملات الغذائية هي عبارة عن مجموعة من الأطعمة أو المنتجات الصحية الطبيعية التي تهدف إلى تكملة النظام الغذائي بمواد مغذّية، مثل الفيتامينات والمعادن والألياف والأعشاب والأحماض الدهنية والأمينية، قد تكون مفقودة في نظامنا الغذائي أو لا نستهلكها بكميات كافية. تأتي هذه المكملات الغذائية بأشكال مختلفة منها الأقراص والكبسولات والسوائل والبودرة أو الألواح، وتعمل على تأمين فوائد غذائية إضافية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية خاصة. ولولا قناعة المصنعين بأن الأطعمة الطبيعية بدأت تتوارى من الأرفف، إلا من كميات قليلة غالية الثمن قالوا عنها "عضوي" وعرضوها بزوايا خاصة من الأسواق المركزية، وعندي أنها دعوة أو إعلان صريح يقولون فيه للمستهلك: هنا فائدتك الغذائية. وكل ما حولك عديم الفائدة! لم تكن الجدات يدرين أن "نطحن عشانا" هو أصدق وسيلة للتعامل بما أنعم الله علينا مما تُنبت الأرض، ولم يكن أحد في المنزل يحتاج للمكملات الغذائية الحالية.

مشاركة :