إلى أين يتجه بنا هؤلاء؟ - هاشم عبده هاشم

  • 6/1/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

•• شعرتُ بالخوف على بلدي أكثر من أي وقت آخر.. وأنا أتابع برنامج الصديق "داوود الشريان" المميز "الثامنة" في حلقة سابقة.. وضيفه "خالد المولد" الذي تحدث بإفاضة عن قصصه المثيرة بين "الحشيش" وبين الجماعات الإرهابية المعروفة.. وفي مقدمتها تنظيم القاعدة الذي تُحس وأنت تتابع الرجل بأنه تغلغل في أعماقه.. وسيطر على عقله.. وحوله إلى "قاتل" ليس لديه مانع في أن يقطع رأس كل من يواجهه مادام أنه لا يتفق مع أفكاره وقناعاته "الجنونية". •• والحقيقة أن اللقاء رغم أنه يعبر عن حالة غير طبيعية إلا أنه أخافني على بلدي كثيراً.. لا سيما في ضوء ما نلاحظه ونسمع عنه من موجات تشدد تعصف بعقول الكثيرين من الشباب.. وتختطفهم إما بعيداً عن الوطن وقريباً من تلك الجماعات الإرهابية الموجودة في أكثر من موقع ومكان.. وإما تحويله إلى أداة من أدوات تلك الجماعات ضد بلاده ومواطنيه. •• ذلك أن الأزمة أزمة فكر.. وأزمة وعي.. وأزمة شخصية مهزوزة استلمتها الجماعات المتطرفة من شوارع الجريمة.. أو من متاهات الفقر والتخلف.. أو من أغوار الجهل الضارب ونقص التعليم كما هي حال صاحبنا الذي تخرج من الابتدائية وتحول بقدرة قادر إلى مفتٍ.. كفَّر والده ووالدته.. بل وشعبه وولي أمره وكل المسلمين في كل مكان من هذا العالم.. •• وما لفت نظري أكثر من غيره هو انفتاح الأجهزة الأمنية المختصة في الآونة الأخيرة على الإعلام.. وتعاونها معه في تقديم هذه الحالات الشاذة.. بكل ما هي عليه من ثقافة "ملوثة" و"فكر مأزوم". •• هذه الخطوة المتقدمة.. تدل على إيمان الأجهزة الأمنية بضرورة الكشف عن هذا النوع من الفكر المسموم تحقيقاً للتوعية المنشودة.. وإيقاظ الناس على مكامن الخطر بأشكاله المختلفة.. وتحصيناً للوطن والمواطن منه. •• هذه الحالة وغيرها مما قدمتها وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة في رأيي تجسد نهجاً محموداً.. وإن اختلف البعض معي في ذلك لأسباب تخصه.. ولمحاذير يعتقد بها.. •• هي جيدة لسبب بسيط هو أن إيجابيات العرض لهذه النماذج أكثر بكثير من سلبياتها.. ويكفي أن المشاهد والقارئ والمتابع سيكون على علم بمثل هذه الأنماط الفكرية المريضة حتى يصبح شريكاً في عملية مكافحتها وتطهير المجتمع منها بعد أن أدرك مدى خطورتها عليه وعلى بلده. •• أما الناحية الثانية التي لفتت نظري في حديث الرجل "شفاه الله وأعاده إلى الصواب" فهي "تقوّله" على العلماء والمشايخ والمتخصصين سواء في لجان المناصحة أو غيرها بأنهم يتفقون معه في تخطئِة وجود قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في مكانه الحالي داخل المسجد النبوي الشريف.. وهو تقوّلْ استطيع أن أجزم بأنه كاذب وغير صحيح.. وكنت أتمنى على أخي داوود أن يرد عليه أو أن يستعين بأحد أو بعض علمائنا المستنيرين وفقهم الله لدحض افتراءاته.. حتى لا يلتبس الأمر على بعض المشاهدين.. أو يجد فيه حَمَلةُ نفس الفكر من يشاركهم في قناعتهم الخاطئة بدرجة أو بأخرى.. •• والأهم من كل هذا أن نعترف بأن لدينا الكثير من أمثال هذا الرجل ممن يحملون قناعات مغلوطة وفكراً مشوشاً.. بلغ حد التشبع واقترب من حالة الانفجار.. •• هذه المسألة ينبغي أن ندركها.. وأن ندرك معها أننا جميعاً مسؤولون عنها.. وإذا لم نتحرك بالصورة المطلوبة فإن مجتمعنا سيعاني كثيراً منها.. وتلك مسؤوليتي ومسؤوليتك كمواطن كما هي مسؤولية أجهزة الدولة ومؤسساتها.. والله المستعان. • ضمير مستتر: •• عندما يستوطن الجهل عقول بعض البشر.. فإنها تتحول بأعمالها إلى ممارسات وحشية مخيفة..

مشاركة :