لا حنين إلى الماضي - هاشم عبده هاشم

  • 10/3/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

•• قد نحنّ إلى الماضي.. •• وقد نحن إلى أناس افتقدناهم في حياتنا منذ زمن.. •• وقد نحن – في بعض الأحيان – إلى قسوة من نحب علينا.. •• وقد نحن إلى سنوات الطفولة .. ولا سيما في حالة الابتعاد عن المكان الذي ولدنا فيه. •• لكن الحنين الأشد هو.. •• إلى الآباء والأمهات الذين فقدناهم.. •• وفقدنا بغيابهم كل اللمسات الإنسانية الحميمية •• نفتقد الأم.. وحتى إلى قسوتها كلما رأينا بعض الأطفال "المدللين" بعيداً عن رعاية أمهاتهم واهتمامهن. •• ونفتقد الأب.. وجديته.. وبحثه.. وسؤاله الدائم.. عندما نجد الكثير من الأبناء غارقين في بحار المخدرات هذه الأيام.. •• ونترحم عليهم لأنهم حمونا من الشرور والمنزلقات.. •• وننصت إلى أصواتهم القوية تتردد في أسماعنا.. وهم يرددون بحنان أبوة.. وبمسؤولية قولتهم الشهيرة "ابعدوا عن أولاد الحرام".. •• نحن إلى كل لحظة عشناها معهم وكنا نظن أننا شبه مساجين في ظل وجودهم وبسبب قسوتهم.. •• لنكتشف اليوم أن تلك السجون قد حفظتنا.. وحافظت علينا.. •• بعد أن أصبحت الحياة هذه الأيام مسرحاً سهلاً للخطيئة.. •• وبعد أن تحولت الحرية.. والانطلاق في ظل غياب رقابة الأسرة إلى حالة ضياع.. •• ونُقبِّل الأرض التي عاشوا عليها.. •• ونترحم عليهم.. ونتمنى وجودهم معنا اليوم •• ليسمعوا المزيد من اعتذاراتنا لهم.. •• وليروا تقبيلنا لأقدامهم.. •• وذلك هو سبب حنيننا إليهم.. واشتياقنا إلى أيامهم الجميلة.. •• وإلى قسوتهم التي حصنتنا ضد الكثير من الأخطار المحيطة بشباب اليوم.. •• ولا أظن الآن.. أن هذا الزخم من الحنين سوف يستمر في المستقبل. • لماذا؟ •• لأن الارتباط بالمنزل.. بالأسرة.. بالمجتمع قد ضعف كثيراً.. •• ولم يعد هناك ما تحنّ إليه الأجيال.. المتعاقبة •• وذلك هو الخطر الأشد (!!) ضمير مستتر : •• صناعة الرجال في المحافظة عليهم.. وليس في إغداق العطف عليهم..

مشاركة :