تحقيق إخباري: وادي الموت شرقي العراق يتنفس الصعداء بعد موسم دام

  • 2/7/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعقوبة، العراق 6 فبراير 2020 (شينخوا) بدأ وادي الموت في محافظة ديالي شرقي العراق يتنفس الصعداء بعد موسم دام شهد سلسلة عنيفة من الهجمات التي شنها تنظيم "داعش" الإرهابي استهدفت 90 بالمائة منها المدنيين ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وخلق حالة من الرعب والخوف دفعت بعض الأسر للنزوح وترك ممتلكاتها. لكن الأوضاع تغيرت بشكل لافت في الأونة الأخيرة وبدأ الاستقرار الأمني يأخذ طريقه إلى القرى بعد أشهر عصيبة عاشتها وسط القلق نتيجة التعاون بين أهالي تلك المنطقة والخطط التي استخدمتها القوات الأمنية لفرض الأمن وطرد عناصر التنظيم المتطرف. وقال سيف العزاوي وهو شيخ ومختار إحدى قرى شيخ بابا (80 كم) شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالي لوكالة أنباء (شينخوا) إن" شيخ بابا تتألف من تسع قرى بالاضافة إلى قرى الإصلاح القريبة منها والتي تشكل مع بعضها وادي أخضر كبير مترامي يمتد ببساتينه وأراضيه الزراعية لعدة كليومترات شكل لسنوات مصدا كبيرا للتنظيمات المتطرفة ومنعها من إختراق الوادي". وأضاف " يمتاز هذا الوادي بجغرافية استراتيجية كونه يقع بالقرب من محور طرق مهمة تمتد من محافظة ديالي باتجاه إقليم كردستان شمالي العراق بالإضافة إلى طرق أخرى تربط قرى مترامية بحوض حمرين وصولا إلى جلولاء ومحيطها". وتعد قرى شيخ بابا من القرى الكبيرة المترامية التي تقع شمال جلولاء وهي تمتد لمسافات كبيرة وتقع قرب طريق جلولاء- كفري المؤدي إلى محافظة السليمانية باقليم كردستان وتتميز بموقعها الاستراتيجي المهم. وتابع العزاوي "إن وادي شيخ بابا والإصلاح كان يعيش حالة اضطراب وقتال شبه مستمر مع تنظيم "داعش" خلال عام 2019 وقدم الأهالي عشرات الضحايا في مواجهات شرسة مع التنظيم الذي دأب على زرع العبوات الناسفة في الطرق والأراضي والبساتين وقنص الابرياء عن بعد ما جعل 2019 عاما داميا وقاسيا على الاهالي". وتعرضت قرى شيخ بابا والإصلاح لسلسلة طويلة من الهجمات خلال عام 2019 أدت إلى مقتل وإصابة العشرات خاصة تفجير العبوات الناسفة والقنص عن بعد وإطلاق قذائف الهاون بين فترة وأخرى. وأشار العزاوي إلى أن خطة الانتشار الأخيرة للجيش العراقي وإعتماد إستراتيجية الكمائن والأحزمة الأمنية ونشر كاميرات المراقبة أدت إلى الاستقرار النسبي والهدوء بعد أشهر دامية عاشها أهالي الوادي. إلى ذلك قال عبد الله خليل من مزارعي شيخ بابا "إن المنطقة كانت إلى وقت قريب تسمى (وادي الموت) كونها منطقة حرب، ولا يمر اسبوع إلا ويتعرض السكان فيه إلى هجوم يذهب ضحيته ابرياء بينهم أخي وابن عمي وخمسة من اقاربي". وأضاف خليل إن" وادي الموت بدأ يتنفس الصعداء بعد موسم دام الأوضاع الأن أفضل بكثير" مبينا أنه أضطر لأشهر على ترك بستانه لكنه عاد اليه مؤخرا نتيجة الاستقرار وانحسار خطر تنظيم داعش الإرهابي نتيجة جهود القوات الأمنية والأهالي". بدوره قال عثمان خلف موظف حكومي من أهالي شيخ بابا "إن الاهالي شاركوا بفعالية في دعم أمن مناطقهم من خلال دعم فكرة تركيب كاميرات المراقبة وحمل السلاح لاسناد القوات الأمنية الأمر الذي ساعد على إعادة الاستقرار بعد موجه عمليات عنيف دامية لدرجة أن بعض الحيوانات جرى تفخيخها وإرسالها لاستهداف الأهالي كما حدث في قرية الإصلاح قبل ثلاثة أشهر والتي راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى بينهم ضباط أمن". وأضاف خلف أن وادي الموت انتهى وعادت شيخ بابا تتنفس الاستقرار لكن الحيطة والحذر واجب لأن خلايا داعش لم تنته خاصة في ظل وجود زور (منطقة منخفضة تكثر فيها الاشجار الطبيعية) شيخ بابا الذي لايزال مصدر تهديد امني مباشر للقرى والمناطق القريبة منها". على صعيد متصل قال صادق الحسيني مستشار الحشد الشعبي ورئيس اللجنة الأمنية بمجلس ديالي المنحل " إن شيخ بابا والإصلاح هي مجموعة قرى زراعية كبيرة تضم الآف العوائل عانت بالفعل من أوضاع أمنية معقدة ودفعت دماء زكية أثناء مواجهتها للتنظيم المتطرف". وأكد الحسيني أن الأهالي حملوا السلاح وساندوا القوات الأمنية وهذا امر لا يمكن نسيانه أبدا على حد تعبيره. وأضاف الحسيني أن" خطة الانتشار الأخيرة للجيش العراقي وإعادة توزيع النقاط الأمنية وتوزيع الكمائن واعتماد الأطر الحديثة في مواجهة غزوات داعش ومنها كاميرات المراقبة وبقية التحصينات الأخرى كلها عوامل أسهمت في درء مخاطر الإرهاب عن هذا الوادي الذي يقع في منطقة استراتيجية". من جهته قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن محافظة ديالي النائب عبد الخالق العزاوي "إن المنطقة بالفعل كانت تعيش وضعا أمنيا صعبا في ظل تكرار الهجمات وقد طالبنا وزارة الدفاع بدعم هذه المنطقة بقوات إضافية لتعزيز الأمن ومواجهة خطر الخلايا التي تشن هجمات بين فترة وأخرى انطلاقا من وادي شيخ بابا". وأضاف العزاوي أن" الأهالي ورغم قسوة ما مروا به لكنهم صمدوا وحملوا السلاح في مواجهة داعش" ، لافتا إلى أن الاستقرار النسبي رسالة ايجابية لكن الأوضاع تحتاج لحلول جذرية بإنهاء أي وجود للتنظيم المتطرف في الوادي أو منطقة حمرين أو الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين". من جانبه قال فؤاد الجبوري صاحب معمل للحصى بأطراف شيخ بابا إن" الاستقرار الأمني سيدفع إلى إعادة فتح معامل الحصى التي اغلقت بسبب نشاط تنظيم داعش". وتابع " إن الكثير من التغيرات حصلت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وبدأ الاستقرار يعود إلى المنطقة التي كانت تسمى وادي الموت أما الأن يمكن أن نسميها وادي الصمود". وأضاف الجبوري أن" أهالي شيخ بابا والإصلاح قدموا عشرات الضحايا قي مواجهة تنظيم داعش وكانوا يقسمون رزقهم بين أطفالهم وشراء العتاد لمواجهة التنظيم المتطرف". وخلص إلى القول "إن نشاط تنظيم داعش الإرهابي لم ينته، لكن الإرادة الشعبية هي من ستقضي عليه" ، مؤكدا أن إعادة الحياة إلى المعامل ستولد فرص عمل كثيرة للعاطلين وهذا أيضا من ضمن التحديات الكبرى .

مشاركة :