تجددت المواجهات بين المتظاهرين العراقيين الذين ينددون بتكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وقوات الأمن في ساحة الوثبة وسط العاصمة بغداد، أمس، وهو ما تسبب في إصابة عدد من المحتجين، حسبما أفادت مصادر طبية وشهود عيان. ومن جانبه، انتقد علي السيستاني، المرجعية العليا في العراق، قوات الأمن، أمس، لتقاعسها عن حماية المحتجين الذين قتلوا في اشتباكات مع جماعات مناوئة خلال اليومين الماضيين بمدينة النجف في جنوب البلاد، وحث السياسيين على اختيار حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب. وأودى العنف في مدينة النجف، حيث مقر السيستاني، إلى مقتل ثمانية متظاهرين على الأقل عندما اقتحم أنصار رجل الدين مقتدى الصدر مخيماً لمحتجين مناهضين للحكومة. وشهدت الأحداث الأخيرة وقوف محتجين شبان مناهضين للحكومة في وجه العديد من أنصار الصدر المعروفين باسم أصحاب «القبعات الزرق». وهاجم أصحاب القبعات الزرق محتجين في مناسبات عديدة، بعد توصل الصدر والكتل السياسية المتحالفة مع إيران، إلى اتفاق على تسمية رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي وهو خيار يرفضه المحتجون. وندد السيستاني على لسان ممثله بخطبة الجمعة في كربلاء بالعنف في النجف، وحمّل قوات الأمن المسؤولية. وقال: «إنه يجب على قوات الأمن أن تتحمل مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين، وكشف المعتدين والمندسين، والمحافظة على مصالح المواطنين من اعتداءات المخربين»، مضيفاً: «إن أي حكومة عراقية جديدة يجب أن تحظى بثقة الشعب ومساندته». وتابع: «الحكومة الجديدة التي تحل محل الحكومة المستقيلة يجب أن تكون جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات مبكرة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني أو للتدخلات الخارجية». وكان بعض المحتجين يأملون في أن يرفض السيستاني ترشيح علاوي الذي أُعلن قبل أيام منهياً أسابيع من الجمود بين الكتل السياسية. وقال أحد المحتجين ببغداد ويدعى مهدي عبد الزهرة: «نأمل أن يرفض السيستاني ترشيح علاوي والاتفاق بين الأحزاب». وتجاوزت كتلة الصدر البرلمانية خلافاتها مع تجمع أحزاب مدعومة من إيران من أجل تأييد ترشيح علاوي. وهدد الصدر مراراً بدعوة اتباعه للانضمام للاحتجاجات المناهضة للحكومة. وشارك أنصاره ومنهم أصحاب القبعات الزرق بشكل غير رسمي في الاحتجاجات، وتولوا حماية المحتجين في بعض الأحيان من هجمات قوات الأمن وأفراد فصائل متحالفة مع إيران. ويرى كثير من المحتجين تحرك الصدر لدعم علاوي ودعواته التالية لأصحاب القبعات الزرق بإزالة مخيمات الاحتجاجات بأنها خيانة. وقال عبدالزهرة من ساحة رئيسة ببغداد، حيث وقعت مناوشات بين المحتجين والشرطة: «اعتدت على دعم حركة الصدر، لكن بمجرد قيامه بذلك توقفت، وحذفت كل منشوراتي على فيسبوك التي أيدته فيها». وتفجرت الاحتجاجات في أكتوبر الماضي، وامتدت إلى مدن الجنوب.
مشاركة :