هناك من يعتقد أن مفهوم المزاجية حديث في عالم الإدارة وبالتالي ليس هناك دراسات جادة في كيفية التعامل مع مزاجية الرئيس عندما ترزأ أي مؤسسة به، إلا أن الأمر في حقيقته معروف عبر التاريخ وبالتالي لا يمكن تجاهله، هذا يذكرنا بمرض التوحد الذي لم يتم اكتشافه وتشخيصه والتعامل معه إلا قبل ربع قرن ..السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا لو ابتليت برئيس مزاجي في وزارتك أو مؤسستك أو في غيرها!! هنا تأتي المحاولة على الإجابة وهي استخدام الحيل المشروعة، على سبيل المثال: مدير أو رئيس يكون مرتاح البال في أول الدوام ومزاجياً في الساعتين الأخيرتين .. هنا يمكن تجنب وقت آخر الدوام، وآخر تختفي مزاجيته في مطلع الأسبوع وتسوء في نهايته، ويحكى أن قاضياً كانت له زوجتان وعرفوا فيما بعد أن مزاجه يكون متحسناً في اليوم الذي يلي نوبة زوجته الجديدة، وآخر في القطاع الخاص يتحدث عن رئيسه ومزاجيته فقد استطاع أن يتحين فرصة التفاهم معه في مدة زمنية قصيرة عادة تسبق الوقت الذي يعتزم فيه على السفر إلى الخارج فمجرد النية على السفر يصبح إنساناً يمكن التفاهم معه وإنجاز ما تعلق وأسوأ حالاته هي التي تلي قدومه من السفر.. في المقابل هناك من تتحسن مزاجيته في أعقاب السفر ويتحسن أداؤه ويكون هذا الوقت خيرالأوقات للتفاهم معه. هناك تجربة حقيقية عايشتها في مجال العمل حيث تقدم أحد الأطباء المتميزين في الإدارة الطبية بشكوى ضد أحد الزملاء المتميزين في عمله ويشهد له أقرانه بحبه للعمل وسرعة إنجازه وقضاء ساعات عمل تزيد عما هو مطلوب، الطبيب طلب المصادقة على شهادة أو شيء من ذلك وزميلنا العزيز طلب منه العودة بعد صلاة الظهر، وليس في الأمر ما يستدعي ذلك التأجيل وحصل بينهما بعض الخلاف، الطبيب الإستشاري يعرف قدره في الوسط الذي يعمل فيه وطلب مني إنصافه، باختصار شديد تم الاتفاق مع الزميل بتقديم الاعتذار للطبيب بعد معرفة السبب الذي أدركته لأول مرة وهو أن الثلاثة الأيام الأولى من رمضان ينتاب زميلنا شيء يعكر مزاجه.. فاعتذر له ولكنه لم يقبل الاعتذار ،بعدها ذهبت إلى الطبيب الإستشاري في مكتبه واعتذرت له شخصياً ورجوته العدول عن قراره بطلب إنهاء مهمته فقبل مشكوراً وتسلم هدية ثمينة من الجامعة عبارة عن قطعة من كسوة الكعبة الشريفة، وفي الثالث عشر من ذي الحجة قدم طلب إنهاء مهمته والعودة لوطنه ويبدو أن للطبيب مزاجية من نوع آخر ربما لم نحسن التعامل معها ولا التعرف على مفاتيحها. Qadis@hotmail.com
مشاركة :